اسمعوا ماذا يقول الاميركي

بسم الله الرحمن الرحيم

موقف سياسي أسبوعي: خطبة الجمعة:

بتاريخ 17 ربيع الآخر 1444هـ الموافق له 11 تشرين الثاني 2022م

اسمعوا ماذا يقول الاميركي:

يستهزأ الاميركي باللبنانيين ويستخف بعقولهم، عندما يرسل لنا مديرة الوكالة الأميركية للتنمية الدولية سامانثا پاور (USAID)، تتحدث عن توزيع مبلغ 72 مليون دولار (…) على جهات لبنانية متنوعة من مزارعين وغيرهم.

فيما المسؤولة في الخارجية الاميركية (بربارة ليف) تتحدث بكل وقاحة عن ضرورة حصار لبنان، بل تفكيك البنية اللبنانية من اجل ضرب حزب الله، وتحدثت بكل ثقة عن تجييش الشارع و”صناعة” المظاهرات و”الوعي” الشعبي ايضا لضرب المقومة … الخ.

دون ان ننسى الموقف الاميركي الوقح الذي منع الغاز المصري والكهرباء الاردنية من الوصول الى لبنان، فضلا عن الوقوف في وجه اي مشروع يأتي من ايران او الصين وغيرهما، وكل ذلك تحت عنوان حصار المقاومة، دون ان ننسى قانون قيصر الذي يسبب الاذى للبنان بقدر ما يسببه لسوريا واهلها.

تثبت اميركا انها تستحل جوع وموت الشعب اللبناني خدمة للعدو الصهيوني، فضلا عن تدمير العراق وسوريا وليبيا واليمن كرمى لعيون الصهاينة.. وايضا تسرق علنا البترول في شمال سوريا وجنوب اليمن وتنهب الثروات حيثما حلّت.

ورغم كل ذلك لا تزال طبقة كاملة من السياسيين في لبنان تعتبر اميركا الصديق الاول والباب الرئيسي للخروج من الازمات، وكأنهم يقولون من غير وعي:  (وداوني بالتي كانت هي الداء).

_____________________

11/11

في هذا اليوم مناسبات مهمة اهمها عملية مقر الحاكم العسكري الاسرائيلي في صور، حيث كانت العملية الاستشهادية الاولى عام 1982،التي قام بها الاستشهادي الكبير (احمد قصير)، والتي فاجأت العدو والصديق معاً، لقد كانت ضربة قاصمة على رأس الصهيوني، وخاصة على رأس رئيس الوزراء مناحيم بيغن، الذي اعتزل السياسة بعدها، باعتبار انه علق آمالاً كبيرة على امن اسرائيل بعد الاجتياح، فاذا به يتفاجأ بهذه العملية الرائدة، قالوا وقتها ان سبب اعتكافه ثم اعتزاله كانت وفاة زوجته، وهذا صحيح، ولكن السبب الرئيسي كان هذه الصدمة الكبرى التي سببتها هذه العملية الناجحة جداً.

حتى يخفف العدو من هول الصدمة قالوا وقتها، انه انفجار انابيب الغاز في المبنى والكل يعلم ان لا انابيب غاز في لبنان، ولكنهم حاروا كيف يفسرون هذه العملية الرائدة التي استحقت ان يكون تاريخها يوم الشهيد.

لقد جاءت هذه العملية في وقت كانت فيه الكثير من النفوس محطمة، والتنافس السياسي على اشده من اجل ارضاء الصهيوني مباشرة او الاميركي او من يسير في ركابهما، فصدمت الجميع ورفعت المعنويات واسست بداية مرحلة جديدة مشرقة انتهى بالانسحاب الاول في شباط 1985.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

والمناسبة الثانية اغتيال الشهيد ابو عمار، الذي مهما اختلف معه المختلفون، فانه زعيم شعب وزعيم ثورة، والمؤلم ان يُدس له السم، وان يعلم الجميع ممن حوله من زعماء العالم وجاك شيراك تحديداً، من اتى بالسم، وما نوع السم، وكافة التفاصيل، ثم لا يجرؤ احدٌ ان يتحدث عن الامر خوفاً من الاسرائيلي والضغط الدولي، هنا المأساة، ان يقتل زعيم شعب مناضل بهذه الطريقة و”يتعاون” الجميع في اخفاء هذا السر “المعروف”.

ولكن في 11-11-2012 في صيدا كانت ثمة ذكرى من نوع آخر: تمثل الانحراف عن شريعة الله، واللعب بالمفاهيم الاسلامية بمعركة سخيفة في منطقة التعمير، حيث ضل السلاح طريقه، وضلت الافكار حتى حولت الحق الى باطل والباطل الى حق… تعود بعض هذه الافكار الى الظهور من جديد بقرار اميركي وتمويل رجعي، وعلينا ان نقف بكل الوعي المطلوب في وجه هذه المؤامرة الاميركية الجديدة.