القائد الشهيد: على طريق فلسطين

    بسم الله الرحمن الرحيم

موقف سياسي أسبوعي: خطبة الجمعة:

بتاريخ 1 ربيع الآخر 1446هـ الموافق له 4 تشرين الاول 2024م

القائد الشهيد

على طريق فلسطين

– يكفي سماحة الشهيد الكبير فخراً ان الدنيا عرضت عليه بحذافيرها، على ان يفك الارتباط بفلسطين وبغزة، فرفض رفضاَ قاطعاً، واكد بدمه وباستشهاده على وحدة الامة ووحدة محور المقاومة خلافاً لكل المنافقين والفئويين والمتآمرين والضعفاء.

– نستذكر وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، حيث قال ابو بكر الصديق رضي الله عنه، من كان يعبد محمداً فان محمداً قد مات، ومن كان يعبد الله فان الله حي لا يموت، كان الشهيد قائداً في الاسلام والمقاومة، ولم يكن كلَّ الاسلام وكلَّ المقاومة، والمسيرة مستمرة.

– نستذكر كلام خالد بن الوليد، أيضا، عندما أقيل من قيادة جيش المسلمين وارتضى بأن يكون قائد فرقة من الفرق، فقال انا اقاتل من اجل رب عمر ولا اقاتل من اجل عمر، ابطال المقاومة الذين سطروا اروع الملاحم في يارون ومارون الراس والعديسة وغيرها، ثم وصلت قذائفهم اليوم الى قيسارية، حيث مسكن النتن – ياهو، يؤكدون هذا المعنى، ويؤكدون ببطولاتهم انهم يقاتلون من اجل رب نصر الله وليس من اجله.

– يتفوق علينا العدو بالقدرة التقنية الهائلة التي تضاعفت بعد اكتشاف ما يسمى بالذكاء الاصطناعي، واستعمل القنابل الاستثنائية التي لا يستطيع العدو استعمالها الا باذن اميركي، فكانت تلك الاطنان التي وصلت الى المركز المحصن، حوالي الثلاثين متراً تحت الارض، اي ما يعادل اثنى عشر طابقاً، او شيئاً مشابهاً، فالمقاومة لم تقصّر بالاعداد ولم تستهر بحياة الشهيد القائد، ولكنه التفوق التقني غير المحسوب، ونحن معذورون بذلك امام الله.

– هل أخطأنا؟ يمكن، هل انطبق علينا ما انطبق على الصحابة في حنين (… وَيَوْمَ حُنَيْنٍ ۙ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُم مُّدْبِرِينَ (25)) (التوبة)؟، هل تفاخرنا بالصواريخ الدقيقة والاعداد الغفيرة والانفاق الحصينة؟ انا شخصياً لم اسمع تفاخراً بكل ذلك الا مرفقاً بقوله تعالى (… وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ رَمَىٰ …) (الانفال – 17)، (وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِندِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ (126)) (آل عمران)، … الخ.

ولنفترض ان خطأ من ذلك حصل، فان حُنَيْناً بعد الهزيمة في الساعات الاولى، تحولت الى نصر مؤزر استثنائي، وحصد المسلمون من الغنائم ما لم يحصدوه في غزوة اخرى، فان كنا قد اخطأنا وتفاخرنا، فان سلوك المقاومين وايمانهم سيحول كل ذلك الى نصر مؤزر باذن الله تعالى.

– سيد الانام محمد صلى الله عليه وسلم شهيد أيضاً، بسم اليهودية (زينب بنت الحارث) التي أكثرت السم في لحم الذراع، وظل هذا السم جامداً معطلاً في جسد رسول الله صلى الله عليه وسلم  حتى جاء أجله بعد ذلك بأكثر من اربع سنوات لنؤكد اولا: ان الأجل أجل الله ولا يموت أحد قبل أجله مهما كانت المخاطر، ولنؤكد ثانياً: ان ثواب الشهادة لا يستغني عنه حتى الانبياء، فهنيئاً للشهداء بمراتبهم.

– اما ألسنة السوء التي تطاولت وحاولت ان تغطي فجورها بالحرص على مذهب السنة، او مصالح العرب في مواجهة الفرس، او ما سوى ذلك من الاكاذيب، فقد ذُكر كل ذلك في القرآن ليؤكدوا لنا من حيث لا يريدون أن ما نتعرض له من شتائم وتزوير، تعرض له رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمون في كل غزاوتهم، واثر كل انتصاراتهم (قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الْمُعَوِّقِينَ مِنكُمْ وَالْقَائِلِينَ لِإِخْوَانِهِمْ هَلُمَّ إِلَيْنَا ۖ وَلَا يَأْتُونَ الْبَأْسَ إِلَّا قَلِيلًا (18) أَشِحَّةً عَلَيْكُمْ ۖ فَإِذَا جَاءَ الْخَوْفُ رَأَيْتَهُمْ يَنظُرُونَ إِلَيْكَ تَدُورُ أَعْيُنُهُمْ كَالَّذِي يُغْشَىٰ عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ ۖ فَإِذَا ذَهَبَ الْخَوْفُ سَلَقُوكُم بِأَلْسِنَةٍ حِدَادٍ أَشِحَّةً عَلَى الْخَيْرِ ۚ أُولَٰئِكَ لَمْ يُؤْمِنُوا فَأَحْبَطَ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ ۚ وَكَانَ ذَٰلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا (19)) (الاحزاب).

واللافت، ان الآيات التي تتحدث عن غزوة الاحزاب لا تتعدى صفحتين ونصف، نصف صفحة تتكلم عن النصر، وصفحتان تتحدثان عن المنافقين والمثبطين واصحاب ألسنة السوء، ليؤكد تعالى لنا، ان الامر هو كذلك دائماً: لا تلتفتوا للمنافقين والقاعدين والمثبطين والعملاء والخونة، يحاول هؤلاء دائماً ان يعترضوا فريقكم ولن يفلحوا.

-ولا ننسى بطولات فلسطين المستمرة رغم الغارات المستمرة والقصف والنسف والاقتحامات، بطولة (محمد راشد مسك و احمد الهيموني) الاستشهادييْن في يافا والعمليات في رفح، وكل هؤلاء الابطال يذكرون خلال بطولاتهم شهادة السيد نصر الله، ويؤكدون على وحدة المقاومة ووحدة المحور.

-اما الصواريخ الايرانية التي انتظرناها شهرين كاملين، فقد اتت لتشفي شيئاً من غليلنا، ولتؤكد المؤكد: ايران ملتزمة بما ألزمت نفسها به ولا قيمة لكل التشكيك الذي صدر من هنا وهنالك، وايران ليست بحاجة لشهادة من احد، ما تقدمه للمقاومة لم يقدمه أحد في التاريخ، وهذه الضربة الاولية، لم يحصل مثلها في تاريخ الكيان، وننتظر المزيد.

رابط فيديو: خطبة الجمعة: 4-10-2024: https://youtu.be/WD2ccvxUQUo