بسم الله الرحمن الرحيم
موقف سياسي أسبوعي: خطبة الجمعة:
بتاريخ 6 محرم 1446هت الموافق له 12 تموز 2024م
عاشوراء في القرآن!
نعم ذكرى عاشوراء في القرآن الكريم من خلال الآية الكريمة 253 من سورة البقرة، والتي تسبق آية الكرسي بآية واحدة، حيث يذكر الله الرسل ويؤكد أن لا بد أن يحصل خلاف وقتال بعد الأنبياء والحكمة من ذلك أن الناس يدخلون في دين الله أفواجا في أواخر دعوات الأنبياء، فلابد من فتن يحصل من خلالها فرز للناس و “غربلة” ليظهر الصادقون من الكاذبين، وهذا قد حصل بعد كل الأنبياء كما تشير الآيات الكريمة المتعددة في القرآن الكريم: قال تعالى:
﴿ ۞ تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ ۘ مِّنْهُم مَّن كَلَّمَ اللَّهُ ۖ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ ۚ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ ۗ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِن بَعْدِهِم مِّن بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَلَٰكِنِ اخْتَلَفُوا فَمِنْهُم مَّنْ آمَنَ وَمِنْهُم مَّن كَفَرَ ۚ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلُوا وَلَٰكِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ﴾ (البقرة – 253)
وبالتالي إن كانت هذه الحروب للفرز فقد وضح الحق، أين هو؟ ثمة إجماع بين علماء الدين إلا القليل الذي لا يقاس عليه، إن الحق كان مع سيدنا علي في حروبه الثلاثة: الجمل، صفين، النهروان، وقد ذكر ذلك في الحديث الشريف الذي رواه الحاكم النيسابوري في المستدرك والهيثمي في الزوائد …الخ، عن أبي أيوب الأنصاري (تقاتل الناكثين والقاسطين المارقين)، وقد يحصل ثمة اختلاف في التفاصيل ولكن المبدأ واضح لا يحتاج إلى الكثير من الاجتهاد.
قال سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم للزبير ابن العوام (ابن عمته) عندما قال عن علي (رضي الله عنه): به زهو، اي انه معجب بنفسه، قال له: لتقاتلنه وانت ظالم، ولقد استطاع سيدنا علي ان يلتقي بالزبير قبل المعركة (معركة الجمل) ليذكرّه بهذا الحديث، فعندما تذكر انسحب من المعركة وهو يقاتل، ومن خلال هذا، لا يتناقض عندنا ان الزبير من المبشرين بالجنة، رغم انه حرض لحرب الجمل، والله اعلم.
هذا عن حرب الجمل، اما عن صفين: فقد ثبت ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في السنة الاولى من الهجرة: ويح عمار تقتله الفئة الباغية، وهو في جيش الشام (كما كان يسمى وقتها)، يقتل عمار بن ياسر فيتضح الامر لمن شاء ان يرى الامور كما هي.
اما عن النهروان وقتال الخوارج، فالامر لا يحتاج الى جهد كبير لنعلم اهمية قتال الخوارج … الخ.
ثم صالح سيدنا الحسن معاوية بن أبي سفيان وفق نبوءة رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن ابني هذا سيد ولعل الله سيصلح به فئتين عظيمتين من المسلمين) البخاري، وهكذا كان، واستطاع معاوية خلال عشرين عاما من خلافته، ورغم وجود كثير من المخالفات الشرعية، أن يؤسس دولة قوية مترامية الأطراف، وأن يقود فتوحات لها قيمتها، وثمة من أقنعه أن استمرارية حكمك “الناجح” تكمن في أن يبايع ابنه يزيد ليكون خليفة من بعده، وهنا بدأ الفصل الثاني من المأساة.
نتابع في الخبة القادمة ، ان شاء الله تعالى.
رابط فيديو: خطبة الجمعة: 12-7-2024: https://youtu.be/m46rL-BdTCs