بسم الله الرحمن الرحيم
موقف سياسي أسبوعي:خطبة الجمعة
بتاريخ 1 ذو الحجة 1445هـ الموافق له 7 حزيران 2024م
التزوير اليهودي
قصص اليهود مع رسول الله صلى الله عليه وسلم كثيرة، ومنها القصة التي ذكرت في الآيات (41) وما بعدها من سورة المائدة، وملخصها ان اليهود جاؤوا الى رسول الله صلى الله عليه وسلم يطلبون حكمه في يهودي زنى، وقد اضمروا انه اذا قال لكم ان الزاني حكمه التحميم (وهو تلطيخ وجه الزاني بالسواد، والتجوال به على حمار، وجهه الى الخلف، مع التشهير به)، فاقبلوا حكمه وقولوا انت على صواب، وان قال لكم ان عقوبته الرجم فارفضوا كلامه واتهموه.
وهكذا كان، فأكد لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ان حكمه الرجم، فرفضوا ذلك، فقال لهم الرسول صلى الله عليه وسلم ائتوني بالتوراة ان كنتم صادقين، فأتوا بالتوراة ولكنهم اخفوا الآية، وعلم احد الصحابة ذلك فقال يا رسول الله لقد وضع اصبعه عليها يا رسول الله، فأزاحوا يده فاذا بآية الرجم واضحة، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، سأقيم عليه الحد بحكم القرآن والتوراة، ….، وكانت الآيات: (يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لَا يَحْزُنكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنَ الَّذِينَ قَالُوا آمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِن قُلُوبُهُمْ ۛ وَمِنَ الَّذِينَ هَادُوا ۛ سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ ۖ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِن بَعْدِ مَوَاضِعِهِ ۖ يَقُولُونَ إِنْ أُوتِيتُمْ هَٰذَا فَخُذُوهُ وَإِن لَّمْ تُؤْتَوْهُ فَاحْذَرُوا ۚ وَمَن يُرِدِ اللَّهُ فِتْنَتَهُ فَلَن تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا ۚ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللَّهُ أَن يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ ۚ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ ۖ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ (41)) (المائدة).
نورد هذه القصة لنؤكد من جديد ان يهود الامس هم صهاينة اليوم، يكذبون ويزورون ويعرفون الحق وينحرفون عنه، هذه هي حياتهم يعلمون حق العلم ان هذه الارض هي ارض ميعادهم للذبح، وليس مكانا لاستقرارهم، ويكابرون، يعلمون ان اهل فلسطين هم احق بهذه الارض منهم ويكذبون، يعلمون ان المقاومة على حق ويجحدون … الخ.
اتى زمن تم فيه تزيين وجه اسرائيل بمساحيق التجميل، اما اليوم فالامر واضح، وزير يقول نحن نقاتل حيوانات بشرية، وآخر يقول سنبيدهم بقنبلة ذرية، وآخر يحاضر فيهم فيقول الاطفال احق بالقتل من الكبار لانهم سيقاتلوننا عندما يكبرون، والنساء أولى بالقتل لانهم لن يلدوا الا “ارهابيين”، واما تدمير البيوت وحرق الاشجار فيعتمدون فيها على نصوص زوروها … الخ، هذا هو وجههم الحقيقي، يمارسون القتل والدمار بعقل بارد.
بدأ العالم ببطء بفهم نفسية اليهود وانحرافهم الديني والسياسي، اما القرآن الكريم فأفهمنا هذا الامر منذ ان نزلت هذه الآيات، ولقد اكدت الآيات في هذه القصة ان اليهود لم يكونوا بحاجة الى حكم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فالآيات واضحة في التوراة: (إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ ۚ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِن كِتَابِ اللَّهِ وَكَانُوا عَلَيْهِ شُهَدَاءَ ۚ فَلَا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلَا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا ۚ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ (44)) (المائدة)، وقبل ذلك (وَكَيْفَ يُحَكِّمُونَكَ وَعِندَهُمُ التَّوْرَاةُ فِيهَا حُكْمُ اللَّهِ ثُمَّ يَتَوَلَّوْنَ مِن بَعْدِ ذَٰلِكَ ۚ وَمَا أُولَٰئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ (43)) (المائدة)، التاريخ يعيد نفسه، وهؤلاء هم الصهاينة أنفسهم.
والحق ليس مرتبطاً بالانتماء، هذا رئيس السلفادور الفلسطيني الاصل (نجيب بقيلة) يزور العدو الصهيوني وحائط البراق، ويعلن صداقته للعدو الصهيوني، فيما رئيسة المكسيك اليهودية (كلوديا شينباوم) تناصر القضية الفلسطينية وتدعم صمود غزة.
كما اننا ندين مواقف السلطة الفلسطينية التي تقف عملياً ضد مصلحة الشعب الفلسطيني وتتحدث عن السلام والامن الاسرائيلي كما لا تتحدث عن حق الشعب الفلسطيني بالامن والسلام.
رابط فيديو: خطبة الجمعة: 7-6-2024: https://youtu.be/pOhsZb8ID1A