بسم الله الرحمن الرحيم
موقف سياسي أسبوعي: خطبة الجمعة:
بتاريخ 1 جمادى الآخرة 1445هـ الموافق له 15 كانون الاول 2023م
حرب العقيدة!
مرت القضية الفلسطينية بأطوار متعددة، وبرأينا، حصل هنالك تشويه لحقيقة الصراع، فمرة يصور الصراع وكأنه طبقي أو سياسي، أو صراع العرب دون بقية الأمم …الخ، اليوم يأخذ الصراع بعده الحقيقي حيث يقدم الاميركي نفسه على لسان الرئيس بايدن مثلاً: (أنا صهيوني وان لم اكن يهوديا)، وكذلك يقلد الصهاينة بقوله (انصار حماس حيوانات)، وقبله يقول وزير الخارجية بلينكن (اتيتكم كيهودي وليس فقط كوزير أميركي)، إضافة إلى نتنياهو وفريق عمله، بن غفير وسموتريتش، وهؤلاء لم يأت مثلهم إلى قيادة الكيان الصهيوني، لفترة طويلة حكم حزب العمل الذي يجاهر اتباعه من وقت الى اخر بما يناقض أبسط مبادئ العقيدة اليهودية …الخ.
ومن جهتنا، يلتزم مجاهدو حماس والجهاد ومن معهم العقيدة الإسلامية ويمارسونها بأعلى الدرجات الممكنة، صبراً واعداداً، وثباتاً وحكمة وخيارات وأبعاداً…الخ، الصراع اليوم يأخذ شكله الأصلي الذي من خلاله تكون نهاية الكيان الصهيوني: صراع العقيدة السليمة التي لم تتبدل ولم تتغير، مع العقيدة المزورة التي كتبوها بأيديهم وقالوا هي من عند الله، وسائر الترهات والاوهام والاساطير.
والسؤال الذي يطرح نفسه، هل يهود اليوم، هم اليهود الذين ذكرهم الله تعالى في القرآن الكريم وفصّل صفاتهم، وذكر اسباب اللعنة الذي اُنزلت عليهم؟ والجواب باختصار: نعم، هم انفسهم الذين قتلوا الانبياء وحرفوا التوراة ونقضوا العهود ومارسوا كل انواع الفساد من خلال تزويرهم للعقيدة وانكارهم للحقائق وحربهم على كل المكارم، وسلوكهم في حرب غزة يثبت كل ذلك، وكذلك تصاريحهم واقوالهم… الخ.
والامثلة واضحة ومنها:
- حبهم للحياة وكرههم للموت، والآيات واضحة في ذلك، وخلال الاسبوع المنصرم استمعنا الى معلقين يهود يقولون عن انفسهم: لسنا مثل مقاتلي حماس، الذين يقتحمون الموت ويتمنون الشهادة ، لسنا مثلهم ، وصدق الله:
(قُلْ إِن كَانَتْ لَكُمُ الدَّارُ الْآخِرَةُ عِندَ اللَّهِ خَالِصَةً مِّن دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ) (البقرة – 94)، (وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَىٰ حَيَاةٍ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا ۚ يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ وَمَا هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ الْعَذَابِ أَن يُعَمَّرَ ۗ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ) (البقرة – 96).
- كما أنهم هم انفسهم الذين ينقضون العهود، كما وصفهم تعالى (أَوَكُلَّمَا عَاهَدُوا عَهْدًا نَّبَذَهُ فَرِيقٌ مِّنْهُم ۚ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ) (البقرة – 100) … الخ.
نسمع نتنياهو يقول بكل وقاحة انه ضد اتفاق اوسلو، هذا الاتفاق الذي لم يطبق منه الا التنسيق الامني، وكان كله لمصلحة الصهاينة، كما انه يرفض حل الدولتين، غير الممكن اصلاً، كما رأينا عصابات الصهاينة قبل اعلان الكيان الصهيوني يقاتلون الاهالي والمجاهدين في ذلك الوقت، لانهم لم يرضوا بقرار التقسيم، يريدون قضم اراض اكثرمما وُعدوا به، كما انهم قتلوا الكونت برنادوت، وداغ همرشولد، المبعوثيْن الامميْن لهذا السبب، ولا بد هنا ان نؤكد اهمية جهاد واستشهاد عبد القادر الحسيني ومن معه، والذين حفظوا لنا القدس الشرقية من العام 1948 حتى 1967 … الخ.
- كما اننا نؤكد ان اليهود الذين كانوا ايام رسول الله صلى الله عليه وسلم علموا علم اليقين ان محمداً هو النبي الذين ينتظرونه، ولكنهم قالوا نحن شعب الله المختار لن نؤمن لنبي جديد، وستكون عقوبتنا بالحد الادنى اياماً معدودة، وقالوا لن تمسنا النار…
(وَقَالُوا لَن تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَّعْدُودَةً ۚ قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِندَ اللَّهِ عَهْدًا فَلَن يُخْلِفَ اللَّهُ عَهْدَهُ ۖ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ) (البقرة – 80).
وهم اليوم يعلمون علم اليقين اننا اصحاب الحق ولكنهم يجحدون.
- كما انهم زعموا ان خلافهم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم كان ان جبريل عليه السلام هو الذي يأتي اليه بالوحي، ولو كان ميكال لقبلوا به، باعتبار ان جبريل عليه السلام هو الذي دمر هيكل سليمان، اما ميكال فهو الذي يأتي بالارزاق، وهذا استهزاء بالعقيدة ومسح لابسط المبادئ الدينية، فالملائكة عباد الرحمن ولا يقومون بشيء الا بأمر الله تعالى.
(قُلْ مَن كَانَ عَدُوًّا لِّجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَىٰ قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَىٰ لِلْمُؤْمِنِينَ) (البقرة – 97).
- هذه امثلة عن اباطليهم ايام رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهي تشبه الى حد كبير اباطليهم المعاصرة والاكاذيب التي يطلقونها كل يوم على لسان قادتهم: انها حرب العقيدة، وان النصر قريبٌ باذن الله، الثمن باهظ والسلعة ثمينة، ولا حول ولا قوة الا بالله.
رابط فيديو: خطبة الجمعة: 15-12-2023: https://youtu.be/CAAwUb-re3k