كلما أوقدوا ناراً…

بسم الله الرحمن الرحيم

موقف سياسي أسبوعي: خطبة الجمعة:

بتاريخ 17 جمادى الاولى 1445هـ الموافق له 1 كانون الاول 2023م

كلما أوقدوا ناراً…

‏‏‏‏‏‏‏‏هذه الجملة من الآية الكريمة رقم (64) من سورة المائدة، تؤكد أن بني إسرائيل لا يستطيعون تحقيق أهدافهم من حروبهم التي يشنونها، وهذا ينطبق على الماضي كما على الحاضر، في حاضرنا اليوم، أراد الصهاينة من حرب 1948 أن يقيم دولة آمنة، تقيم علاقات مع الممالك التي كانت موجودة، وكان الأمر ممكناً، وما لبست أن اجتاحت الثورات البلاد العربية، وارتفع صوت المعارك، وإلقاء إسرائيل في البحر، وامتلأت بلادنا حمية وحماسه للحرب على الدولة المغتصبة، ثم كانت هزيمة 1967، حيث هزمت ثلاثة جيوش عربية دفعة واحدة، وكان المخطط أن يذهب الجميع إلى مشروع روجرز، فقامت المقاومة الفلسطينية وغيرت المعادلة، وتعلق الجماهير بهذه الظاهرة الجديدة، ثم اُخرجت المقاومة عام 1982 من بيروت ففاجأت المقاومة الإسلامية في لبنان الجميع وحققت ما لم تستطع الجيوش أن تحققه وهكذا…

‏عدوان عناقيد الغضب، كان يهدف إلى إنهاء المقاومة وإنشاء شرق أوسط جديد خاليا من “الإرهاب”، فانتهت بتفاهم نيسان الذي شرّع المقاومة، كذلك عندما تم إبعاد حوالي 400 شخصية قيادية من قيادات الانتفاضة إلى الزهور في لبنان 1993، لقد تحوّل المبعدون إلى منبر عالمي يستقطب وسائل الإعلام العالمية، كما توثقت الصلة بين المقاومين في فلسطين ولبنان، علاقة أسست لمرحلة جديدة من المقاومة في فلسطين …الخ.

‏كذلك اليوم لم يتحقق من أهدافهم في عدوانهم اللئيم بعد طوفان الأقصى أي شيء، رفع نتنياهو شعار إلغاء حماس، فها هي حركة حماس اليوم أكثر قوة وأكثر استعداداً للمقاومة، واستقطبت شعبية عربية وعالمية، لم تكن تحلم بها، واتهمت حركة حماس بأنها (داعش)، فإذا بها ترأف بالأسرى وتعاملهم كافضل ما يكون.

‏قال العدو أنه احكم سيطرته على شمال غزة، فإذا بالأسرى يخرجون من المنطقة التي زعم الصهيوني أنه احتلها …الخ.

‏لم يستطع العدو أن يحقق هدفا حقيقيا، فقط خمسة من الشهداء القادة، ولكن الأنفاق سلمت ولا تزال الصواريخ تنطلق، انتقم العدو من المدنيين والأبراج السكنية والمستشفيات ومدارس الإيواء … الخ، أراد من كل ذلك تهجير أهل غزة، فإذا بهم أكثر تمسكاً بالارض وأكثر إملاء بالنصر رغم الخسائر الهائلة والتهجير.

‏نعم لقد تفاجأنا بانتهاء الهدنة، وكنا نقول، يستحيل أن تعود المعارك استناداً إلى العقل والمنطق، ولكن نتنياهو وفريقه المتطرف لا يخضعون لأي عقل أو منطق، ولن تكون هذه المرحلة الجديدة إلا مثل سابقاتها بإذن الله تعالى، هزيمة واندحاراً للعدو.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

‏وإتماماً لما بدأنا به سابقاً: لقد أفاد القرآن الكريم بقصص داود وسليمان عليهما السلام، فيما بنو إسرائيل يتهمون الأنبياء بأبشع التهم، وما لا يصح أن يتهم به الإنسان العادي، فكيف بالأنبياء؟.

‏وقصة سليمان وبلقيس تصب في نفس الموضوع، حيث وضحت الآيات الكريمة أن سليمان عليه السلام سخر ما حباه الله تعالى من نعم في سبيل الدعوة إلى الله وإخضاع الناس بالحق لشريعة الله، ولم يستعمل قوتة والملك الذي ميزه الله به.

لم يقدّر بنو اسرائيل حجم النعم التي اغدقها الله عليهم، فظلموا وقتلوا بغير حق، وزوروا الكتاب المقدس، فحوّل الله هذه النعم الى لعنة تلاحقهم الى يوم القيامة.

ــــــــــــــــــــــــــــــــ

‏نعم ثمة صهاينة، او متصهينون، بالاحرى، في لبنان يبحثون بالحاح عن شيء يتهمون به المقاومة، حتى لو كان كذباً وافتراء، المقاومة في لبنان جزء رئيسي من الشعب اللبناني، يحوز على تأييد واسع من الشعب اللبناني، تقوم أحزاب يكاد رئيسها لا يمثل إلا نفسه بالتطاول على المقاومة وجمهورها، وآخرون مرتبطون بشكل مباشر أو غير مباشر بالعدو الصهيوني أو الأمريكي وسياسته في المنطقة… يتطاولون على المقاومة ويطالبونها بالانسحاب من الجنوب لصالح العدو الصهيوني، ويرفعون لواء القرار (1701) ، ليس لمصلحة لبنان بل فيما يظنون انه خدمة للعدو الصهيوني.

‏القافلة تسير، كل أعداء المقاومة ينبحون ولكن المقاومة تمضي قُدماً بحول الله تعالى…

رابط فيديو: خطبة الجمعة: 1-112-2023: https://youtu.be/40Lol4GHB9c