بسم الله الرحمن الرحيم
موقف سياسي أسبوعي: خطبة الجمعة:
بتاريخ 7 ربيع الاول 1445هـ الموافق له 22 ايلول 2023م
تأكيد على المؤامرة
نؤكد على ما قلناه في الاسبوع عن مؤامرة على المخيمات الفلسطينية في لبنان لمصلحة العدو الصهيوني، واللافت في هذا الأمر ما نشر من تقارير وردت من دولة عربية تؤكد على الاهتمام الأمريكي المميز بالموضوع، حيث مولت الإدارة الأمريكية (كما يعلم الجميع) إنشاء سور حول مخيم عين الحلوة بعلو ستة أمتار وأبراج مراقبة من كل جهات المخيم، ولا ينفك المسؤولون الأمريكيون على كافة المستويات بتوجيه الملاحظات “الواضحة” للمسؤولين الأمريكيين، فيكررون: ينبغي نسيان القرار 194 بشكل دائم، يجب إنهاء قضية اللاجئين، ينبغي إنهاء المخيمات ودفع قاطنيها إلى الهجرة، والعدد المتبقي ينبغي توطينه …الخ، مقولات أمريكية تتكرر دائما، وفوق كل ذلك يأتي قائد المنطقة العسكرية الوسطى في الجيش الأمريكي، بنفسه، الجنرال فوتيل، ليتفقد المخيم مزودا بخرائط دقيقة، وليسأل عن بعض المجموعات الصغيرة في المخيم، اهتمام غير عادي لماذا؟.
ألا يدعو هذا الاهتمام الأميركي بالمخيم إلى الحذر والانتباه؟ الا ينتبه ” اللاعبون” الى انهم ينفذون المؤامرة الاميركية الصهيونية ؟ الامر واضح، وكما ذكرنا في الاسبوع الماضي لا بد من تحديد المسؤولية والاعتراف بالخطايا التي مورست في حق اهل المخيم ، بل في حق القضية الفلسطينية.
بعد هذه المعلومات المؤكدة يصبح ما قلناه كنصيحة تحذيرا بالخط الأحمر، إلى كل من يطلق رصاصة في المخيم، أو يخرق وقت إطلاق النار، فإنه يصبح بذلك جزءاً لا يتجزأ من هذه المؤامرة.
ونقول في ذكرى سيد الأنام محمد صلى الله عليه وسلم في شهر ربيع الأول، أن الذي يمثل الفئة التي تحدث عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله: “لا تزال طائفة من أمة ظاهرين على الحق لا يضرهم من خلفهم حتى يأتي أمر الله”، هذه الفئة هم المقاومون الأبطال في جنين والضفة وسائر فلسطين ولبنان وحيثما وجد مواجهة وممانعة للمشاريع الأمريكية الصهيونية المستمرة على امتنا، فيما يمثل المطبعون و “المنسقون” مع العدو رأس حربة المؤامرة، وأيضا في المولد النبوي الشريف نؤكد على أهمية الصدق ودوره في بناء المجتمعات وعلى خطورة الكذب وما ينتج عنه من آفات.
ان ما شهدناه في الآونة الأخيرة في مخيم عين الحلوة يؤكد على هذا الأمر، ويؤكد أن نصف المؤامرة، او اكثر، كان الكذب! حيث زورت الحقائق بل قلبت رأسا على عقب وأصبح المعتدي عليه مجرما والمعتدي هو المظلوم الذي يدافع عن نفسه.
لقد رأينا مثل ذلك كثيرا في سياق فصول الحرب الأهلية في لبنان، ولكن في نهاية الأمر كشفت الأمور ووضحت الحقائق، ولكن بعد الدمار والخراب والتهجير والمجازر، فهل ننتبه لخطورة قلب الحقائق قبل فوات الأوان؟.
رابط فيديو: الشيخ: خطبة الجمعة: 22-9-2023: