بسم الله الرحمن الرحيم
موقف سياسي أسبوعي: خطبة الجمعة:
بتاريخ 23 صفر 1445هـ الموافق له 8 ايلول 2023م
شاش بن قيس
هذا اسم اليهودي الحاقد الذي حاول أن يوقع بين الأوس والخزرج، بعد أن أكرمهم الله بالإسلام وكادوا بعد الفتنة ان يعودوا إلى جاهليتهم، ولكن سيد الانام محمد صلى الله عليه وسلم استدرك الأمر وأنبهم ووعظهم فتابوا واستغفروا و أنابوا وبكوا على ذنبهم وأنزل الله تعالى الآيات (… وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا…) (آل عمران – 103)، وما قبلها وما بعدها.
نؤكد ان في كل فتنة وفي كل حرب عبثية، بل خلف كل اغتيال غير مبرر خلفه “شاس بن قيس” وأمثاله ، وبالأمس تحديدا كان موجودا في طرف مخيم عين الحلوة، من حيث انطلقت رصاصات الغدر التي خرقت الإجماع الفلسطيني، وأبطلت مفاعيل القرارات التي كان من شأنها أن تعيد الأمور إلى نصابها لو أنها اخذت طريقها للتنفيذ.
وفي يوم من الأيام كان “شاس بن قيس” والانكل سام معاً في إنشاء الجهات المتعددة التي انتحلت صفة الإسلام وأشعلت حروبا جاهلية وفجرت في شوارع دمشق وبغداد وبعلبك وبيروت وفي عبرا في صيدا، وقبل ذلك في الجزائر لقد ثبت للجميع وأعلن ذلك ترامب في الإعلام وكتبت في ذلك هيلاري كلينتون وأصبح الموضوع واضحا للجميع، الجماعات التكفيرية المتطرفة انشأها وحولها الأمريكي ومن خلفه الصهيوني، الذي ينفذ خططه بإيدي هؤلاء، ثم عندما تنتهي مهمتهم يقتلهم، وهذا ما حصل ويحصل.
ولكن هل ينطبق ما كنا نقوله ونفضّله في الأعوام 2012 و 2013 و 2014 وتشبيهنا بدقة للحالات التكفيرية المعاصرة بالخوارج الذين وصفهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنهم كلاب أهل النار، وفصلنا في ذلك تفصيلاً، هل ينطبق اليوم على جهات في المخيم؟، اننا نستبعد ذلك…
لقد قلنا ونقول قبل معركة النهروان التي قُتل فيها الكثير من الخوارج، ان سيدنا علياً حاورهم واقام عليهم الحجة، وأخرج من جيشهم الذي كان مؤلفا من اثني عشر الف مقاتل، اخرج الثلثين بالحوار والحجة الشرعية… ونحن نقول اليوم أن اكثر من يطلقون عليه اسم إسلامي تكفيري، قد أصبح اليوم على طريق التوبة وانتبه إلى اخطاء ما قد مضى، وأن تلخيص الإعلام المأجور للحالة “الإسلامية” بأنهم دواعش او نصرة، أمرٌ لا يستقيم ولا يعبر عن الحقيقة على الإطلاق .
نحن نؤكد ان ما حصل بالامس اختراق صهيوني بشكل او بآخر، ولقد اصبحت الامور واضحة لدى المعنيين، ونتمنى ان توضع الامور في نصابها وان تسمى الاشياء باسمائها حتى نخرج مما نحن فيه.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
واننا نتأسف أننا نتابع أخبار حروب الزواريب والقتال العبثي، فيما يفخر بعض شركائنا في الوطن، ويحق لهم ذلك، بزيارة البطريرك إلى الجبل واللقاء الروحي في شناي والمختارة وبعقلين، تأكيداً لمصالحة الجبل التاريخية التي طوت صفحات مؤلمة من تاريخ لبنان عامة والجبل خاصة.
نريد أن نصل إلى مرحلة نتوافق فيها على مفهوم المواطنية والعيش الواحد، وأن نطوي صفحات الحروب الجاهلية والاختراقات الأمنية المعادية.
رابط فيديو: خطبة الجمعة: 8-9-2023: https://youtu.be/FZzKImwzPAY