بسم الله الرحمن الرحيم
موقف سياسي أسبوعي: خطبة الجمعة:
بتاريخ 12 ذو الحجة 1444هـ الموافق له 30 حزيران 2023م
واجب الامة تجاه جريمة السويد
اذا اردنا الاختصار نقول باختصار: ينبغي ان يقتل هذا المعتدي على القرآن والاسلام والمقدسات، وفي هذا تفصيل:
اولا: لقد سامح رسول الله صلى الله عليه وسلم كثيراً من الذين اساؤوا وتطاولوا عليه وعلى الاسلام، كما انه ايضاً أمر بقتل بعض المعتدين مثل كعب بن الاشرف، العام الرابع للهجرة، وسلام بن ابي الحقيق في العام الخامس للهجرة، الاول حرض رسول الله صلى الله عليه وسلم بنفسه على قتله واذن للقاتل بأن يسيء الى رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى يشعر اليهودي بشيء من الامان… والثاني استأذن “الخزرج” رسول الله صلى الله عليه وسلم بقتله، فأذن لهم، فذهبوا الى خيبر واقتحموا بيته وقتلوه … الخ.
اذن، سامح رسول الله صلى الله عليه وسلم البعض وامر بقتل آخرين، فعلينا ان نرى اي الامرين يناسبنا في زمننا هذا.
ثانياً: يجب ان ندفع شبهة حرمة القتل، كما سمعنا من بعض “الفقهاء” في تفسير قوله تعالى (لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى كَثِيرًا ۚ وَإِن تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَٰلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ ) (آل عمران – 186)
اعتبر البعض ان قوله تعالى (وان تصبروا وتتقوا فان ذلك من عزم الامور) هو الموقف الوحيد، والامر ليس كذلك … هو موقف شرعي…كما الاقتصاص من المعتدي موقف شرعي ايضاً.
ثالثاً: ثمة شبهة موجودة، ان القانون الدولي الذي لم يكن موجوداً ايام الاسلام الاولى، يقيد حركتنا اليوم، والجواب: ان من يزعمون تطبيق القانون الدولي لا يطبقونه بعدالة، وخاصة عندما يعنينا الامر ، فأين القانون الدولي في فلسطين وسائر الدول العربية؟ الم ينتهك الغرب كل القوانين والاعراف والمواثيق عندما دمروا سوريا وليبيا واليمن وغيرها؟ وعندما حاصروا غزة وضيقوا على لبنان؟ وفي كل ذلك شعارهم: من حق اسرائيل الدفاع عن نفسها؟ فأين القانون الدولي من كل ذلك وشرعة حقوق الانسان وحرية التعبير وسائر المواثيق والاعراف؟.
ثم لماذا سنّوا قانوناً اوروبياً يقضي بمعاقبة وسجن من يشكك باعداد محرقة اليهود، فقط التشكيك بالعدد وليس فقط الانكار، فأين العدالة؟ ومثل ذلك كثير.
رابعاً: لقد كان، كعب بن الاشرف، كما سلام بن ابي الحقيق، كلاهما جزءاً من مجتمع المسلمين، ونقضوا الاتفاق مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم يكونوا منتمين الى دولة اخرى، المعتدي الآن في السويد ينتمي الى دولة ذات سيادة، ان قيام السويد بالسماح له بهذا الفعل الشنيع وتأمين الحماية له، يجعل السويد في مكان العدو، ولم يعد في مكان الصديق رغم العلاقات الدبلوماسية وامور اخرى.
خامساً: لا بد من استذكار فتوى الامام الخميني بقتل (سلمان رشدي) الذي تطاول على مقدسات الاسلام، وبرأينا كانت فتوى في مكانها، لا شك ان هذه الفتوى منعت الكثيرين من سلوك منهج هذا الفاجر، ومن يقول ان مثل هذه الفتوى جعلته شهيراً واستفاد من شهرته، نقول هذا الكلام ليس في مكانه، والا هل تسببت الآية الكريمة (تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ)، لشهرة ابي لهب مثلاً…؟.
سادساً: يقول البعض ونظنهم على حق ان قوله تعالى (إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ) (الحجر – 95)، انطبق على المستهزئين ايام رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا يزال ينطبق، فان الله يسخر لوضع المستهزئين عند حدهم من يقوم بهذه المهمة، بغض النظر عن مدى التزامهم الديني وسلوكهك اليومي.
ونرى من ان مصاديق هذه الآية اولئك الذين سخرهم الله لقتل طاقم العمل في مجلة (شارلي ايبدو) المسيئة، وهم من تنظيم القاعدة، وقيل انهم قاموا بذلك بتوجيه مباشر من ايمن الظواهري، ونحن نؤكد ادانتنا لكثير من ممارسات القاعدة وسلوكها وفتاويها، ولكن هذا العمل كان في محله، ونرى ان استنكاره من بعض قادتنا كان ضعفاً وقلة دين.
سابعاً: نرى ان ردة الفعل العربية والاسلامية معقولة، لكن ينبغي ان تكون اعلى صوتاً واكثر حزماً مع السويد، وما تزعمه انها تحافظ على حرية الرأي، وفي هذا الصدد نرى ان ما فعله الرئيس بويتن في اظهار احترامه للقرآن، مبادرة تستحق الاحترام، وندعو رؤساء الدول والجهات الغربية والدولية الى القيام بمثل هذا العمل.
ثامناً: سيبقى نور الاسلام ساطعاً ولن تفلح محاولات المشركين والآثمين في وقف انتشار الاسلام وعودته الى موقع العزة والقوة والنفوذ: (يُرِيدُونَ أَن يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ) (التوبة – 32).
رابط فيديو: خطبة الجمعة: 30-6-2023: https://youtu.be/f4VEUDXYj0M