بسم الله الرحمن الرحيم
موقف سياسي أسبوعي: خطبة الجمعة:
بتاريخ 28 ذو القعدة 1444هـ الموافق له 16 حزيران 2023م
ملاحظات حول انتخاب الرئيس:
أولا: هذا المجلس:
السؤال الرئيسي: هل يمثل هذا المجلس اللبنانيين فعلا، أم أنه قاصر عن ذلك؟ نقول في هذا الصدد:
- لقد كان الناخب الرئيسي في انتخابات 2022 الأمير (محمد بن سلمان) الذي حظر على تيار المستقبل العمل السياسي بطريقة لم تحصل في تاريخ لبنان، وبالتالي أتاح خروج تيار المستقبل من الانتخابات لكثيرين الدخول الى الندوة البرلمانية، وبالتأكيد كان عدد كتلة المستقبل سيكون حوالي عشرين نائباً أو أقل بقليل، وبالتالي كان سيكون من حيث المبدأ وصول سليمان فرنجية محسوما، باعتبار موقفه الايجابي من فرنجية الذي برز في الانتخابات الماضية، فأين دعاة السيادة والاستقلال من هذا الامر؟ هذا على سبيل المثال فقط.
اليوم الامير سلمان يخطو خطوات جادة في مواجهة السياسة الاميركية في المنطقة، لا تخفى على احد، فماذا لو غيّر رأيه في موضوع تيار المستقبل؟ وماذا لو تدخل فوجّه بعض النواب الى الاتجاه الصحيح؟.
- لا شك أن قانون الانتخاب وفق القاعدة النسبية أفضل من غيره ولكنه يساهم أيضا في مكان ما في التشويه، بحيث، على الأقل، ثمة خمسة نواب نجحوا وفق اللوائح وليس وفق الحواصل الخاصة… مما من شأنه أن يغير الأكثرية في المجلس..
- المناصفة باتت أمرا مسلما به، يقر به اللبنانيون ويعتبرون أنه أمر ضروري للحياة السياسية اللبنانية، وأكد ذلك الرئيس الحريري، رحمه الله، بكلمته المشهورة (أوقفنا العد) ولكن هذا لا يمنع من نطلب من الأقلية العددية أن تتواضع قليلا، معتبرة أن هذا التمثيل هو نتيجة إرادة وطنية وليس نتيجة حقائق.
- لا يخفى على أحد قدرة جهات خارجية متعددة على التأثير على أصوات النواب خاصة في انتخاب الرئيس.
- ولو أن انتخاب الرئيس يتم من خلال الشعب مباشرة لكانت النتيجة واضحة.
ثانيا: 17 تشرين:
يتعامل البعض مع 17 تشرين كأنه ثورة حقيقية، فيما ان الواقع يؤكد أنه ردة فعل، لم ينتج عنها برنامج عمل ولا رؤية واضحة، بل انها ساهمت في تشويه المشهد السياسي من خلال شعارها الاشهر: (كلن يعني كلن)، دون الدخول في تفاصيل اخر،. إن نتيجة حراك 17 تشرين كانت الفوضى فقط، ولم يكن مؤهلا لأن يحقق أيه خطوة نحو الأمام، كما أن “الخطر” الأكبر لحراك 17 تشرين هو تشويه الحقيقة، فلقد خلت شعاراته من أي إشارة للدور الأمريكي الإقليمي في حصار الإقتصاد اللبناني، رغم أن الأمريكي أعلن مرارا وتكرارا أنه سيحاصر الشعب اللبناني حتى يتم إحراج أو إخراج حزب الله من الحياة السياسية.
إن تحميل الفساد فقط، مسؤولية ما وصل إليه الاقتصاد اللبناني، هو تشويه حقيقي وتضليل للرأي العام وللأسف يُبني على هذا التشويه كثير من السياسات والمواقف.
باختصار ان شعار “مبادئ” ثورة تشرين، شعار يثير السخرية من جهة والالم على مطلقيه من جهة اخرى.
ثالثا: الشعارات:
رفعت شعارات فضفاضة لا تعبر عن الواقع، على رأسها السيادة، حيث أن السياديين المفترضين لا يقيمون اي وزن لما قدمه حزب الله من تحرير الارض والارادة اللبنانية من الاحتلال الاسرائيلي واعتداءاته المستمرة، فيما أنه يرى ان التدخل الامريكي وبعض التدخل العربي أمر مسلم به، لا يجرح السيادة ولا يؤثر في مجرى الامور.
لم نسمع اي تعليق من “السياديين” على المواجهة التي حصلت مؤخراً في كفرشوبا، مع العدو الاسرائيلي، هذا على سبيل المثال.
رابعا: الفساد:
بالتأكيد ان حزب الله لم ينجح في السياسة الداخلية نجاحه في المقاومة، لكنه بالتأكيد لا يكذب ولا يعتمد اسلوب المصلحة، خاصة، ولا يطلب ما قدمه للبنان ثمنا، ومن المفترض أن يحترم الجميع دوره حتى لو كانوا يخالفونه في النظرة السياسية، ونؤكد في هذا الصدد أن التحامل على حزب الله هو في غالبيته املاء خارجي وليس نتيجة بحث حقيقي عن المصلحة اللبنانية.
وفي أي حال من الاحوال، هل يتساوى الذي حرر مع الذي تعاون مع المحتل، وهل يتساوى الذي قدم للوطن مع الذي نهبه وسرقه وتعامل معه كمزرعة أو كبقرة حلوب.
ثم ان الذين يطالبون حزب الله بخوض معركة الفساد، اين هم حقيقة من هذه المعركة المفترضة؟.
خامساً: الانانيات:
في “معركة” 14 حزيران كان الجانب الشخصي والاناني واضحاً، وكذلك الكيدية السياسية، فالذين تحالفوا وتقاطعوا على دعم (ازعور)، انما فعلوا ذلك بدوافع شخصية وانانية وكيدية، وخاصة (جبران باسيل) الذي يزعم انه اختلف مع حزب الله على بناء الدولة، والسؤال يوجه اليه: اعطنا مثلاً واحداً يثبت انك سعيت او خطيت خطوة واحدة في اتجاه بناء دولة، كل ما فعلته في كل المسؤوليات التي اضطلعت بها انما هو بدافع المصلحة الشخصية والحزبية الضيقة، ولم تشعرنا يوماً ولو من بعيد انك تريد بناء الدولة… كفى كذباً ودجلاً.
رابط فيديو: الشيخ ماهر حمود: خطبة الجمعة: 16-6-2023: