بسم الله الرحمن الرحيم
موقف سياسي أسبوعي: خطبة الجمعة:
بتاريخ 7 ذو القعدة 1444هـ الموافق له 26 ايار 2023م
25 ايار: ما ظننتم أن يخرجوا
ينبغي على كل شريف وحر أن يحتفل بهذا اليوم التاريخي الذي ينطبق عليه قوله تعالى من اول سورة الحشر (… مَا ظَنَنتُمْ أَن يَخْرُجُوا ۖ … (2)) ولقد كررنا هذه الآية الكريمة، اثر الانسحاب الاسرائيلي من صيدا واكثر الجنوب في شباط 1985، كما كررنا الاستشهاد بهذه الآية وما بعدها بعد الانسحاب عام 2000، وبعد الانسحاب من غزة عام 2005، وكذلك عند الانسحاب من سيناء عام 1980 اثر اتفاق كامب ديفيد، ولكن الانسحاب من سيناء كان تحت شروط قاسية جداً ابقت القرار السياسي والعسكري والامني في سيناء في يد الصهيوني، فضلا عن اتفاق الذل الذي يعتبر ثمناً باهظاً جداً … الخ.
اما الانسحاب عام 1985 وعام 2000 كان شيئاً آخر، هو انسحاب دون قيد او شرط بكل ما يمكن من الذل للصهيوني والعز والكرامة للبنانيين ولكل المقاومين والشرفاء.
وسيكون هذا الانسحاب وما تلاه من انتصارات عام 2006 في لبنان والاعوام 2008، 2012، 2014 في غزة وصولاً الى سيف القدس وثأر الاحرار، سيكون كل ذلك مع تكامل محور المقاومة من طهران الى غزة وما بينهما مقدمة للوعد الرباني القاطع المسطور في سورة الاسراء: (… وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا (7)): ولا بد لنا ان نركز على كلمة (كما)، كيف كان الدخول الاول للمسلمين؟ كان بعد معركة اليرموك البطولية التي انتصر فيها جيش المسلمين ، المكون من 30 الف مقاتل كأبعد تقدير في مواجهة مائة الف من جنود الرومان على اقل تقدير، من بعدها طلب بطريرك القدس (صفرونيوس) ان يسلم مفاتيح القدس لاعلى مسؤول عن المسلمين، عندها استشار عمر بن الخطاب الصحابة الكرام فقالوا، انه يريد اذلالك، الا علي بن ابي طالب الذي قال : هي كرامة لك ولنا، وهكذا كان وذهب عمر وفق القصة المشهورة لاستلام المفاتيح وفق مشورة علي بن ابي طالب، هذه صورة من قوله تعالى (كما).
والصورة الثانية: ثوب عمر بن الخطاب وموكبه المؤلف من خادم واحد وركوبة واحدة، ثم قوله المشهور: نحن قوم اعزنا الله بالاسلام فمهما ابتغينا العزة من دونه اذلنا الله.
ارثي لعقول اخصام المقاومة الذين يفتشون في الليل والنهار عن خطأ او مثلبة للمقاومة فلا يجدون، كما قال المتنبي :
كم تطلبون لنا عيباً فيعجزكم ويكره الله ما تأتون والكرم
لم نر، على الاطلاق، خصماً للمقاومة يقدم قراءة مقنعة، او تحليلاً سياسياً منطقياً لموقفه المعادي، بل نراهم يقفون في موقع الصهاينة وينظرون من منظارهم ويكررون كلماتهم دون وعي وادراك.
ولا شك ان مشهد النواب الذين اجتمعوا “لاستنكار” مناورة حزب الله، يجهلون او يتجاهلون مصلحة بلدهم، ويفضلون عليها مصلحة العدو الصهيوني والمستكبر الاميركي، وهم في افضل حال يتصرفون من خلال احقادهم وقصر نظرهم، ولا يتصرفون من خلال قراءة واعية للاحداث في لبنان وفي المنطقة، بل وفي العالم، وهم يشبهون بذلك ايضاً، اولئك الذين يقفون في وجه انتخاب رئيس للجمهورية، ومبرراتهم تتراوح بين الانانية ومحورية الذات، والحقد وضيق الافق من جهة اخرى، وهم يمتنعون عن قراءة الاحداث والمتغيرات في العالم، وفي العالم العربي والمنطقة.
رابط فيديو: خطبة الجمعة: 26-5-2023: https://youtu.be/FJ1oq_tcYOs