بسم الله الرحمن الرحيم

موقف سياسي أسبوعي: خطبة الجمعة:

بتاريخ 22 شوال 1444هـ الموافق له 12 ايار 2023م

صراع ارادات

منذ سقوط فلسطين بيد الصهاينة، بعد المؤامرة الغربية والخيانة العربية، حتى يومنا هذا، فان الصراع هو صراع ارادات بين ابطال ووطنيين مستعدين للتضحية بحياتهم وكل ما يملكون في سبيل تحرير الاوطان، وبين ملوك ورؤساء وقادة، اتى بهم الاستعمار وسلطهم على رقابنا ينفذون المؤامرة الغربية … الخ.

شاء الله تعالى ان تمر ذكرى النكبة هذا العام اثر انتصار جديد للمقاومة وارادتها الصلبة، فكانت صواريخ ثأر الاحرار تدك مناطق متعددة من الكيان الصهيوني، وتتوسل “اسرائيل” لوقف النار، كما فعلت في المرات السابقة، وحتى يزداد فهمنا لما حصل فلا بأس ان نعيد ذكر التناقض الذي سبق النكبة بين ارادة الخير وارادة الشر، حيث مثل ارادة الخير امثال الشهيد عبد القادر الحسيني والحاج امين الحسيني، وقبل ذلك عز الدين القسام وقافلة من الشهداء والابطال، فيما مثل ارادة الشر ملوك ورؤساء ومسؤولون، منهم الجامعة العربية، المؤسسة حديثاً، رفضت الجامعة العربية تسليح جيش الانقاذ وانشأت معسكرات وتدريب في سوريا وغيرها، كانت شكلية، كذر الرماد في العيون، وعيّنت، على سبيل المثال، في قيادة هذا الجيش انذاك رجالاً غير مؤهلين، فكان القائد “اللواء اسماعيل صفوت باشا” العراقي الجنسية، الذي ضُبط في 12-5-1948، في الوقت الذي يجب ان يكون فيه منهمكاً في التحضير لمعركة التحرير، ضُبط يلعب بالثلاث ورقات مع متشرد في الازبكية في مصر وذهب واياه الى المخفر، وسجل محضر في ذلك، واثبت ذلك في كتب التاريخ المعاصر، كما سجل التاريخ انه في 12-5-1948 ايضا ان غولدا مائير، الناشطة الصهيونية، وكانت وقتها في الخمسين من العمر، قابلت الملك عبد الله متنكرة بثياب رجل وتخفي وجهها بكوفية وعقال … الخ، وبعد حوار حام اعطاها “عهد شرف” كملك وكبدوي وكرجل انه لن يطلق طلقة واحدة على الصهاينة عند تسليمهم الاراضي المحتلة من المحتل البريطاني في 15-5-1948 وهكذا كان.

والمشهد الثالث، ان الملك عبد الله ذهب يوم 15-5-1948 الى اريحا، حيث استمع الى الاناشيد العسكرية تحضيراً للمعركة الوهمية التي ستنشب مع المحتل الصهيوني، وطلب من عالم دين كان يصطحبه ان يلقي كلمة يحرض فيها الجيش على القتال، وهذا الرجل الفاضل كان ضريراً ويعلم ان غلوب باشا قائد الجيش الاردني، كان الى جانب الملك، كان متيقناً ان لا قتال ولا مواجهة، فقام ليتكلم، فصمت مليا ثم قال: (يا ايها الجيش ليتك كنت لنا)، فشتمه الملك ولعنه وتلفظ بألفاظ الكفر وطرده … الخ.

ويبقى مشهد استشهاد عبد القادر الحسيني، الشاهد الاكبر على عجز العرب وتخلفهم، حيث ترك يقاتل وحده دون ان تمده الجامعة بالسلاح والعتاد، اضافة الى السلاح الفاسد الذي زُوّد به الجيش المصري.

نعم، تغير الوضع الآن، ها هي سوريا تعود الى الجامعة العربية، والعرب يعترفون ضمناً بعدوانهم الفاشل على سوريا، ولكن هذا لا يكفي، لا يوجد احد، حتى الرئيس السوري،  يستطيع ان يخاطب هؤلاء بحزم ووضوح ويقول لهم: لقد خنتم الامانة وانفقتم المليارات لتدمير سوريا واسقاط النظام لانه يدعم المقاومة، اعترفوا بالذنب، وانفقوا ما انفقتموه للتدمير للاعمار مع الاعتذار، هل يوجد من يستطيع ذلك؟.

كما ان دعوة فلوديمير زيلنسكي لحضور الجلسة الافتتاحية للقمة العربية في جدة، لم يكن موفقاً على الاطلاق، خاصة بعد المصالحات العربية ومحاولة اظهار الدول العربية انها محايدة وانها ليست خاضعة للسياسة الاميركية.

رابط فيديو: خطبة الجمعة: 19-5-2023 : https://youtu.be/tkCIqdz1c2k