بسم الله الرحمن الرحيم
الشيخ حمود ينعي المؤرخ الدكتور حلاق
لا يمكن أن يذكر الدكتور حسان حلاق، رحمه الله، إلا وأن تذكر بيروت ، هي حبيبته وهو حبيبها ايضا ، يتحدث عنها ويبحث عن خفاياها وتاريخها واثارها كما يبحث الحبيب عن تفاصيل حياة حبيبته، وكما يرسم العاشق لعشيقته صورة في ذهنه، هكذا كانت علاقة الدكتور حسان حلاق ببيروت ، ولا شك اننا ما قرأنا له شيئاً عن اثار بيروت وتاريخها وسيرة ابنائها وتفاصيل حياتها وعاداتها الاجتماعية، الا واعجبنا بالتفاصيل والدقة والتحليل والمودة … ومن لا يحب بيروت؟ جامعة شملنا، ساترة اخطائنا ، مربط مقاومتنا، تاريخنا العريق، واصلة اواصرنا، اليست ست الدنيا كما قالوا؟ اليست قبل ذلك ام الشرائع؟ اليست تلك التي يغار منها كثيرون؟ سنبقى اوفياء لبيروت ، كوفاء حسان حلاق واحبابها الكثر .
عاجلته المنية وهو في اوج عطائه، كنا ننتظر منه اكثر من ذلك، ولكنها ارادة الله، لكل اجل كتاب، ينبغي ان تُجمع اثاره كلها وتنشر ،وفاءً لبيروت ووفاءً لامثاله من العاملين في هذا المجال ، ايضا وفاءً للبحوث العلمية في مراحل التاريخ كلها التي بذل فيها جهدا كبيرا، كما اننا نشيد بدوره الاجتماعي من خلال جامعة الامام الاوزاعي وجامعة بيروت العربية وكافة الصروح العلمية، التي كان يشارك فيها بمحاضرة او نقاش لرسالة او توضيح ما خفي من التاريخ وتفاصيله.
رحمه الله رحمة واسعة ، نسأل الله ان يستمر هذا التراث من خلال تلاميذه وابنائه واحبائه جميعا.