بسم الله الرحمن الرحيم
موقف سياسي أسبوعي: خطبة الجمعة:
بتاريخ 8 شوال 1444هـ الموافق له 28 نيسان 2023م
اكاذيب بالجملة
لقد اثيرت قضية النازحين السوريين خلال الاسبوع الماضي يطريقة مستفزة، تحتوي على حجم قياسي من الاكاذيب والدجل والاوهام: وعلى رأسها اغفال الدور الأمريكي والغربي في تدمير سوريا وتهجير أهلها، ثم فرض العقوبات عليها، ومنع إعادة الإعمار …الخ، كما أنهم لا يذكرون حاجة لبنان إلى اليد العاملة السورية، وكيف سيتصرف أصحاب المشاريع في غياب اليد العاملة السورية، ولا يذكر أحد أيضا حجم الأموال ورؤوس الأموال السورية التي تم ضخها في الاقتصاد اللبناني، سواء بعد 2011 أو قبل ذلك بعد 1958 تاريخ تأميم المشاريع السورية الناجحة …الخ، لو أن هذه الحملة تركزت على الحصار الأمريكي ومنع الإعمار لكانت في محلها، ولكنها فقط تنبئ عن المشاعر العنصرية التي تخرج من النفوس المريضة التي لا تستطيع أن ترى إلا الجزء المشوه من الحقيقة.
وكذلك لا يذكرون رؤوس الاموال الفلسطينية التي هاجرت الى لبنان بعد النكبة عام 1948.
لو أن العقوبات رفعت وبدأ الإعمار وصُبت رؤوس الأموال في سوريا لرأينا هجرة معاكسة، سيهاجر مؤقتا كثير من اللبنانيين من المهندسين والتجار والعمال ليساهموا في هذا الإعمار.
ان كثيرا من هذه المواقف العنصرية، يرتكز على فكرة تاريخية لدى المسيحيين في لبنان، وهي الخوف على الديمغرافيا اللبنانية، بحيث ان نسبة الولادات لدى المسلمين اعلى بكثير، كما ان نسبة الهجرة لدى المسيحيين اكبر.
نعم ثمة قرار دولي بعد الحرب العالمية الاولى بأن يكون لبنان ملجأ للنصارى من كافة دول الشرق الاوسط وغيره، ولقد تعامل المسلمون مع هذا القرار بواقعية… ولكن وبعد مرور قرن او اكثر من ذلك، فليسأل المسيحيون انفسهم، خاصة الموارنة، هل احسنوا في استعمال هذه “الهبة” الدولية التي تمتعوا بها اكثر من قرن من الزمن؟ هل كانوا مخلصين لهذا الكيان؟ هل اخلصوا لمسيحيتهم؟هل كانوا على مستوى هذه “الامانة” التي اعطيت لهم؟ أم انهم “خبصوا” بالنعمة ولم يقدروا اهمية الرعاية الدولية للوجود المسيحي في لبنان، ولعل المثل الابرز هو هذا الموقف السلبي من انتخاب سليمان فرنجية، حيث يرتكز المعارضون على مشاعر شخصية ومصالح فئوية، ولا يلتف هؤلاء او اولئك الى المصلحة اللبنانية الواضحة المعالم.
الذين يتحركون في هذه الحملة وغيرها يشبهون أحجار الشطرنج، تحركهم المؤامرة كيفما شاءت، كما الذين شنوا الحرب في اليمن، او في السودان او في اي مكان ، احجار شطرنج يحركها الاميركي ومن خلفه الصهيوني.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وان يتحدث الاميركي عن الديمقراطية وحربة التعبير، وهذه كذبة اخرى ايضا، لقد تم طرد المذيع التاريخي في فوكس نيوز (تاكر كارلسون)، لانه استقبل ضيفاً يتحدث عن مسؤولية اميركا عن حرب اوكرانيا، وسيطرة مصانع السلاح على القرار السياسي وسخر من فكرة العداء للصين ولروسيا… الخ.
فأين الحرية والديمقراطية؟.
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
لقد رأينا صورة شرطي اسرائيلي يقتل فتى فلسطينياً خنقاً ببرودة اعصاب، فكيف لو حصل مثل ذلك في اي بلد في العالم؟ لقامت الدنيا ولم تقعد، ولكنها فلسطين والصهيونية والعنصرية العالمية …!!!.
رابط فيديو: خطبة الجمعة: 28-4-2023: https://youtu.be/Srbf8R0zI9I