بسم الله الرحمن الرحيم
نحمده تعالى على هذه الهداية في عالم تتخبط فيه شياطين الظلمات من الشرق الى الغرب، بكل ظلم بكل انحراف يتقاتلون، هل تقاتلٌ بين الحق والباطل؟ اما انه باطل بباطل؟، عند غير المسلمين وعند المسلمين، عند من يقول لا اله الا الله ولا يطبقها، وعند الذي يرفضها، قتالٌ: اوكرنيا وروسيا الى السودان، لقد سبق قبل ذلك حروبٌ جاهلية حاربوا بها الحق، في سوريا واليمن وليبيا وكل البلاد ليدمروها، الفائز منا من حمى نفسه من هذه الفتن ولم ينجر مع الاكثرية الفاجرة، التي صورت الكفر ايمانا، وصورت قوى الظلم عدلا، وصورت البطل حقا، وكل ذلك باطل بباطل، لكن الحق لا بد ان يظهر.
نحمد الله ان منذ ايام تم توقيع هذا الاتفاق بين ايران والسعودية، الذي قد يكون باذن الله بداية للسلم والسلام، على الاقل ضمن اعتراف ضمني من الذين شنوا الحروب انهم ضلوا الطريق واخطأوا الهدف ولم يصلوا الى شيء من ذلك.
نعم.. الخير كثير ولكنه مخبوء، ننظر الآن الى المسجد الحرام في صلاة العيد وقد فتحت كثير من المساحات تكاد تكون خيالية جديدة لتمتلئ كلها بالمصلين ويمتلئ الصحن بالمعتمرين، تتغير وفودهم كل ساعة من الزمن ليأتي غيرهم، ما شاء الله عدد غفير، اي عقيدة في العالم تستطيع ان تجمع هذا العدد بمكان واحد وبوتيرة واحدة مستمرة، اي عقيدة؟ ليس هنالك على سطح الارض من يستطيع ان يجمع هذا العدد من الناس، لاحظوا حديث واحد كلمات معدودة قالها سيد الانام محمد صلى الله عليه وسلم : عمرة في رمضان كأنها حجة معي، ست كلمات تأتي بهذا العدد، لو لم يقل رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الكلمات ما تسابق الناس الى العمرة في رمضان لتمتلئ الساحات كما لا يمكن ان يمتلئ اي مكان آخر في العالم، مما يدل على عظمة هذه العقيدة، ولكن للاسف هذا العدد الذي انصاع وتسابق المتسابقون ليؤدوا العمرة في رمضان لان الرسول صلى الله عليه وسلم قال كأنها حجة معي، ماذا يفعلون بالنسبة لفلسطين؟ ماذا يفعلون بالظلم الواقع على المسلمين في كل مكان؟ ماذا يفعلون ليخرجوا من السيطرة الغربية؟ كم من المسلمين في العالم يستطيع ان يصنع اقل شي نحتاجه؟ لا نزال نحتاج الى كل شيء من اعداؤنا الذين يعطوننا ما يريدون ويحرموننا ما يريدون، مع اننا في يوم ما جعلنا الناس كلهم يخضعون لشريعة الاسلام ، اتت القوميات كلها من كل حد وصوب، لتنخرط، لتندمج، لتنصهر في المجتمع الاسلامي ، فيصبح الفارسي او الرومي او التركي او الشرق الاوسطي او البعيد او القريب جميعا ليس فقط يتحدثون اللغة العربية بل يكتبون بها ويعلمونها، اليوم الوضع مختلف.
نعم .. نحن كثرة قال عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم: غثاءٌ كغثاء السيل الا هذه القلة العظيمة، في المسجد الاقصى وما حوله، هؤلاء الشباب المرابطون هؤلاء الشباب الذين باعوا الدنيا واشتروا الآخرة، فهموا عظمة الاسلام وفهموا ان الدنيا هذه ليست الا ممراً سريعاً، يريدون الآخرة ومن خلفهم اباء وامهات يدفعونهم الى الاستشهاد، ويعلمونهم عظمة الاستشهاد، لولا هذا المشهد الذي يخرق المشهد المأساوي في عالمنا الاسلامي، لقلنا ان الاسلام انتهى ولكنه لا ينتهي، لا تزال طائفة من امتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خالفهم حتى يأتي وعد الله ، قالوا اين هم يا رسول الله قال في بيت المقدس واكناف بيت المقدس، كأن الحديث ينطبق في هذه المرحلة وسينطبق على مراحل اخرى التي نتحدث عنها الآن .
خيرٌ موجود في الامة كما قال المصطفى صلى الله عليه وسلم: “الْخَيْرُ فِيَّ وَفي أُمَّتِي إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ”، يختبأ لحظة ويعود لحظات، انت ايها المؤمن بشخصك كن مع الخير ولا تسأل عن الكثرة، لا تسأل عن الغثاء اسأل عن القليل (… وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ) (سبأ – 13) ، لا تسأل عن الذين ضلوا (وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ ۚ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ ) (الانعام – 116)، اسأل عن من يهيدك الى طريق الجهاد في سبيل الله، الى طريق توحيد الامة، الى طريق خروج الامة من ربقة الاستعمار والاستكبار والمسيطرين الذين يمتصون دماؤنا ويسرقون بترولنا ويزورون تاريخنا وحاضرنا ويحاولون تزوير مستقلنا ايضا، نحن مع هذه الفئة، نعتصم بحبل الله، وان فرج الله قريب باذن الله تعالى.
رابط فيديو: خطبة الجمعة: 21-4-2023: https://youtu.be/XGy2RoRIfx0
رابط فيديو: خطبة عيد الفطر: 21-4-2023: https://youtu.be/Vvxu5my7I1s