خيري علقم (!)

   بسم الله الرحمن الرحيم

موقف سياسي أسبوعي: خطبة الجمعة:

بتاريخ 12 رجب 1444هـ الموافق له 3 شباط 2023م

خيري علقم (!)

هذا الشهيد البطل اثار في مجتمعنا معاني اسلامية بعيدة المدى عميقة الجذور، اولها ان الموت سيقع على الانسان في الوقت والمكان الذي قدره الله، ولكن الانسان يختار على ماذا يموت، بمعنى ان احدنا سيموت في وقت قدره الله وفي مكان قدره الله، ولكن يمكن ان يقضي طائعاً او عاصياً، مقبلاً او مدبراً، مجاهداً او قاعداً … الخ.

هذا يخفف عنا شعور الالم بهذا العدد من الشهداء، خاصة انهم يقدمون للامة خيرا لم تقدمه الجيوش ولا اية جهة اخرى، بحسب المكان وآلة الحرب المتواضعة (المسدس) والقدرة على الاصابة فضلاً عن الشجاعة والبطولة والاقدام.

وفي قصة الشهيد خيري علقم عبرة اضافية، لقد قُتل جده الذي يحمل اسمه قبل 25 عاماً، خلال ذهابه الى عمله، قُتل على يد مستوطن معروف بعنصريته اسمه (حاييم بيرلمان)، وتولى في ذلك الوقت “المحامي” ايتمار بن غفير، الدفاع عن المعتدي، واستطاع استصدار حكم براءة  باعتبار عدم كفاية الادلة.

بعد 25 عاماً يقدر الله ان يقوم الحفيد بهذه العملية البطولية، لتشكل هذه العملية المميزة صفعة على وجه ايتمار بن غفير (وزير الامن القومي الصهيوني)، ومباشرة بعد استلامه مهمته الاجرامية هذه ﵟ… ‌أَلَيۡسَ ‌ٱللَّهُ ‌بِعَزِيزٖ ‌ذِي ‌ٱنتِقَامٖ ﵞ (الزمر – 37).

ان ابطال فلسطين وابطال المقاومة في كل مكان يكتبون التاريخ من جديد ويشقون طريق الامة نحو الامام رغم التخلف العربي والتشرذم، ورغم تلك البيانات الفاضحة التي صدرت عن عدد من الحكومات العربية والاقليمية تحمل موقفاً مداناً… ماذا؟ … تدين قتل المدنيين، مع علم الجميع ان المستوطنين (المغتصبين) ليسوامدنيين، هذا من جهة، ومن جهة اخرى لماذا لم يتم ادانة قتل المدنيين في مخيم جنين، وقتل الفلسطييين “المدنيين” يومياً وبدماء باردة؟ هذه ادانة لهم ولاهدافهم المشبوهة ولارتباطاتهم الخيانية.

كما ندين زيارة وزير الخارجية الصهيوني للسودان، وخاصة في هذا الظرف بالذات، وزيارة الرئيس التشادي للكيان الصهيوني.

هؤلاء يفضحون انفسهم، ولا بد من هذه الفضيحة قبل ان يأتي اليوم القريب باذن الله الذي فيه النصر.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

مؤتمر باريس:

يشعر الانسان بالاهانة عندما يتم الحديث عن اجتماع دولي خماسي من اجل لبنان في باريس، فيما الحل واضح جلي في لبنان، وطريق الخروج من الازمة يعرفه جميع المعنيين، ولكنها الانانية والنرجسية والحزبية البغيضة، فضلا عن الطائفية.

امراض تغلغلت في الجسد اللبناني، ولن يحلها اجتماع دولي هنا او اقليمي هنالك، (ما حك جلدك مثل ظفرك).

او كما قال الشاعر :

كالعيس في البيداء يقتلها الظمأ      والماء فوق ظهورها محمول

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

اهانة المصحف:

نؤكد مرة اخرى على استنكارنا لاهانة المصحف الشريف في السويد وهولندا، والاساءات المستمرة بحق سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وفي نفس الوقت نقول: نحن لا نستطيع ان نفعل مثلهم، لقد نُهينا ان نسيء لرموز الآخرين، حتى لرموز الكفر والاصنام، قال تعالى: ﵟ ‌وَلَا ‌تَسُبُّواْ ‌ٱلَّذِينَ يَدۡعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ فَيَسُبُّواْ ٱللَّهَ عَدۡوَۢا بِغَيۡرِ عِلۡمٖۗ كَذَٰلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمۡ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّهِم مَّرۡجِعُهُمۡ فَيُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُواْ يَعۡمَلُونَﵞ (الانعام – 18)، ولكن الله سيتكفل بهؤلاء ، وعلينا ان نوحد الموقف، وان نعلَي الصوت وان نبحث ايضاً عما يسيء الى اسلامنا وديننا، فنصلحه قبل ان يعمد الآخرون الى الافتراء علينا.

رابط فيديو: خطبة الجمعة: 3-2-2023: https://youtu.be/yYDjwlgpbvs