توفيق الحوري، ثبات في القيم ووضوح في الرؤية

بسم الله الرحمن الرحيم
توفيق الحوري، ثبات في القيم ووضوح في الرؤية:
غادرنا الى دار الحق، العلامة المجاهد توفيق الحوري، الذي وضحت في عينه القضية الوطنية، الاولى والابرز، قضية فلسطين، فبذل في سبيلها ما يستطيع عندما تراجع كثيرون وبخل آخرون، كما ان وعيه الاسلامي بدأ مبكراً، ولم يبدل ولم يغيّر رغم ما اعترى الامة من هزائم وتقلبات فكرية هائلة.
لقد كان من اهم انجازاته انه ساهم بانشاء جامعة بيروت العربية ، باعتباره ركناً رئيسياً في جمعية البر والاحسان التي انشئت الجامعة على ارض تابعة لها، التي خرّجت اجيالاً من المتخصصين في جميع المجالات ولا تزال، وواكب تطور هذه الجامعة العريقة في كافة مراحلها، كما قام بتحويل الطابق الارضي فيها الى مسجد اطلق عليه اسم والده المرحوم راشد الحوري.
وخلال الاحتلال وبالتحديد ما بين شباط 1983 وشباط 1985، قدر الله لنا ان نقوم بعمل جهادي وطني مميز في وجه الاحتلال، من خلال خطب الجمعة والتحركات والاحتفالات والمسيرات خلال هاتين السنتين بالتحديد، وبعدها، كانت تنطلق من هذا المسجد المبارك، كل هذه النشاطات وكل ذلك كان يتم بدعم فقيدنا الكبير، لقد كان رحمه الله جزءا رئيسيا من هذا النشاط المميز والذي لا نبالغ ان قلنا، كان اهم نشاط لدعم المقاومة يتم خارج مناطق الاحتلال، لقد تحول مسجد الحوري خلال هاتين السنتين الى معلم وطني بيروتي مميز.
ودون ان ننسى وقوفنا بقوة في وجه الانحراف السياسي الخطير الذي مارسه امين الجميل على بيروت “الغربية” واتفاق 17 ايار السيء الذكر… ايضا من خلال تحركات انطلقت من هذا المسجد بالذات.
ولقد توج الفقيد الكبير مسيرته بانشاء وتطوير كلية الامام الاوزاعي التي خرجّت الكثيرين من طلبة العلم، واستقدمت علماء من العالم الاسلامي ليدرسوا او يحاضروا في هذه الكلية الفريدة التي كان المجتمع اللبناني بحاجة ماسة اليها.
لقد ترك المرحوم، بصماته واثاره الطيبة على العمل الاسلامي الدعوي، ونشر العلوم الاسلامي فضلا عن الوعي السياسي، وكل ذلك ، ان شاء الله، سيجعله في عليين، ولا نزكي على الله احداً.
قال تعالى: (… وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ ۚ وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُّبِينٍ) (يس – 12).
لقد كانت آثاره مميزة طيبة عالية القيمة…
لا نقول وداعاً، بل نقول الى اللقاء ان شاء الله تعالى.