قطيع؟

   بسم الله الرحمن الرحيم

موقف سياسي أسبوعي: خطبة الجمعة:

بتاريخ 22 جمادى الاولى 1444هـ الموافق له 16 كانون الاول 2022م

قطيع؟

تكرر في القرآن الكريم موضوع الكبار او المستكبرين وسادات القوم الذين يستطيعون التأثير على الضعفاء والاتباع فيوردونهم جهنم والعذاب المهين.

عندما يؤكد القرآن الكريم على موضوع ويك  رره حوالي 9 مرات في سور شتى ومنها في سورة الاحزاب: “وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا (67)”، فان ذلك يدل على اهمية هذا الموضوع واولويته بالنسبة لسائر المواضيع.

ان خضوع ضعفاء القوم للسادة واصحاب النفوذ لا يشكل لهم عذرا عند الله، فمحرم على المسلم ان يسير خلف زعيم دون ان يقدم على سياسته دليلا شرعيا يبرئ ذمة الاتباع، وعندما لا يقدم ذلك، فعند ذلك نستطيع ان نسميه اتباع (القطيع) بلفظ مستعمل حديثاَ.

من وجهة النظر الشرعية يحرم على المسلم ان يكون جزءا من القطيع يقوده الزعيم حيث يشاء، بل على المسلم ان يشارك الزعيم في خياراته وألا يلغي نفسه وعقله لصالح ما يريده الزعيم، خاصة عندما يكون للزعيم او للقائد مصالح خاصة يضحي من خلالها بمصالح اتباعه لمصلحته الخاصة.

ويزداد التحريم عندما تكون الخيارات رئيسية مثل الاستسلام للعدو الصهيوني والتطبيع، ولقد اثبت الجمهور العربي في فعاليات المونديال في قطر انه ضد التطبيع ومع فلسطين والمقاومة، وهذه علامة طيبة، ولكنها غير كافية، نحتاج الى جمهور يعرف تماما التزاماته الدينية والوطنية والتصدي للمؤامرات الكبرى التي تأتي احيانا من خلال الحكام وحاشيتهم.

لقد تحدث وزير الداخلية الاسبق محمد فهمي، على سبيل المثال، عن 3500 جمعية غير حكومية (NGOS) يتغلغلون في المحتمع اللبناني، دون حسيب او رقيب، يعملون ضمن مخططات مجهولة، وبالتأكيد ان بعضها مرتبط بالعدو الصهيوني بشكل مباشر او غير مباشر..

ان الوعي المستند الى مفاهيم القرآن الكريم كفيل بأن يشكل سدا منيعا امام مؤامرات العدو، واننا نرى نموذجا فاعلا ومؤثرا برز مؤخرا في فلسطين، وهو نموذج (عرين الاسود)، الذي يؤكد ان الثقافة الوطنية المستندة على مفاهيم القرآن الكريم قادرة على ان تنتج نموذجا مميزا يتجاوز الانتماء الحزبي والجهوي.

نحن نؤكد رغم المؤامرات الضخمة والانفاق الخيالي على مشاريع الفتنة والتغريب والتطبيع، ان جزءا رئيسيا من امتنا يشكل صخرة صلبة تتحطم عليها المؤامرات الصهيونية والاميركية وغيرها.

وهذا ينطبق على لبنان حيث ان جمهور المقاومة حطم الكثير من المؤامرات التي تهدف الى الغاء المقاومة بكافة اشكالها لصالح الانخراط في المشروع الاميركي الذي من اولويته دون شك التفوق الصهيوني على كافة دول الطوق.

ولكن فريقاً وازناً يصر ان يكون في القطيع، فيقف في وجه انتخاب رئيس جمهورية فاعل ويشكل ضمانة للمقاومة وجمهورها، الذي يشكل اكثرية وازنة في المجتمع اللبناني.

___________________

الذكرى 35 لانطلاقة حماس:

نهنيء انفسنا والامة بوجود فصائل مقاومة تحمل الراية عندما يتخلى عنها الآخرون، ان وجود حركة حماس والجهاد وسائر القوى المقاومة دليل على قدسية هذه القضية التي يسخر الله الرجال الاشداء المؤمنين الذين لا يخافون لومة لائم.

وبمناسبة الحديث عن وحدة الصف، فان وحدة الصف لا تكون الا على المقاومة، ولن تفلح محاولات توحيد الصف ان لم يكن الامر واضحاً، وحدة الصف على المقاومة وتحرير كامل فلسطين.

رابط فيديو: خطبة الجمعة: 16-12-2022: https://youtu.be/Q_CwLX3iqhs