بسم الله الرحمن الرحيم
موقف سياسي أسبوعي: خطبة الجمعة:
بتاريخ 1 جمادى الاولى 1444هـ الموافق له 25 تشرين الثاني 2022م
كأس العالم
ليس امرا منطقيا ان تصرف البشرية هذا الحجم من المال من اجل لعبة رياضية! وليس امرا منطقيا ان تكون ايام المونديال الـ 28 موضع اهتمام البشرية، على اختلاف انتماءاتهم وطبقاتهم واوضاعهم الاجتماعية.
ليس امرا منطقيا ان يكون الاهتمام بالاهداف والهدافين، الفرق باسمائهم وتورايخهم وارقام ثرواتهم، اكثر بكثير من الاهتمام بالشعوب التي تعاني من الحروب والحصار والكوليرا والاوبئة على انواعها، ماذا عن غزة واليمن وسوريا ولبنان؟ … الخ.
ليس امرا منطقيا ان يصبح الهداف الفلاني او اللاعب الفلاني من كبار الاثرياء لانه يتقن اللعب اكثر من غيره ويسدد ويصيب الهدف افضل من الآخرين.
ليس منطقيا كل ذلك … وغيره كثير…
ولكنه واقع، وخلف هذا الواقع ايضا، من اراد تسخير هذا الحدث العالمي لخدمة اهداف الاستكبار العالمي، من اجل التطبيع ونشر الرذيلة وعلى رأسها المثلية ونشر الافكار التي تهدف الى جعل المحرمات امرا طبيعيا وجزءا من الحياة اليومية.
لكن بحول الله تعالى ورغم ان ثمة جهات عالمية متعددة حاولت ان تجعل من هذا الحدث جزءا من المؤامرة على فلسطين وعلى قضايانا ككل، ولكن الله تعالى قدّر ان يتحول جزء من هذا الحدث العالمي لخدمة فلسطين وخدمة الدين، مما يذكرنا بالحديث (ان الله ليؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر) (البخاري ومسلم).
فها هو الاذان يرتفع، ويتوقف اللعب خلال ذلك، والطائرة التي ترفع لواء الشذوذ تمنع من الهبوط وتمنع شعاراتها، والجمهور يرفض الحديث مع الصهاينة، وقد يطردون من سيارة التاكسي او من المطاعم… ولقد تأثر الصهاينة بذلك وشعروا، وفق اعلامهم، ان كل ما فعلوه من اجل التطبيع لم تسفر عنه النتائج التي بذلوا من اجلها الغالي والنفيس… وظنوا انهم دخلوا في مرحلة اخرى وعصر آخر هو عصر التطبيع النهائي.
نعم.. مجرد وجود الصهاينة في ارض عربية هو تطبيع، لكن ثمة فارق كبير ان يلفظهم المجتمع ويعبر لهم عن سخطه وبين ان يستقبلوا بالترحاب.
فلسطين موجودة بقوة، في ساحات المشجعين، وخاصة من الجمهورين التونسي والجزائري وغيرهما، وفلسطين ستفرض نفسها من خلال ابطالها والعمليات التي فاجأت الامن الصهيوني، انفجاران في القدس يخترقان الاجراءات الصهيونية المتطورة… ويسلم المخططون… وعمليات متعددة متنوعة منها الدهس ومنها الطعن، لتبقى هذه القضية هي الرئيسية في مجتمعاتنا وعند الشرفاء في العالم.