بسم الله الرحمن الرحيم
موقف سياسي أسبوعي: خطبة الجمعة:
بتاريخ 25 ربيع الاول 1444هـ الموافق له 21 تشرين الاول 2022م
تباشير النصر
ان ما شهدناه من أم الشهيد “عدي التميمي” ومن قبلها أم الشهيد “ابراهيم النابلسي”، ووالد الشهيدين “عبد الرحمن و رعد خازم”، ما شهدناه من ايمان ويقين لا يوجد الا في قصص الانبياء ومن معهم، وكنا نظن انه بعيد المنال، ولكننا نراه اليوم ماثلا أمامنا وكأن القرآن يتمثل بهؤلاء: “قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّىٰ يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ ۗ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ ” 24) التوبة).
وفق مفهومنا الاسلامي فان النصر لا يأتي من كثرة العدد أو العدة أو احسان الخطة أو الظروف المحيطة، وان كان كل ذلك مطلوبا وضروريا، ولكن النصر من عند الله، كما رأينا في المثل التاريخي الذي سيبقى ماثلا الى يوم القيامة، غزوة بدر الكبرى، حيث كان النصر ربانيا مائة بالمائة، فالله الذي حضّر مكان المعركة وساحتها ووقتها وميعادها، وهيء الظروف الاخرى بالتفصيل كما ورد في سورة الانفال، ثم انزل الملائكة بشرى للمؤمنين … الخ، لماذا أمد الله المؤمنين بكل اسباب النصر؟ لانه علم ما في قلوبهم من ايمان ويقين وحرص على انتصار الاسلام، فكان النصر.
ان اصبحت هذه النماذج التي ذكرنا بعضها حالة عامة في اهلنا في فلسطين وفي اي مكان، فان النصر سيصبح في متناول اليد باذن الله، وهذا ما نراه وما نتوقعه.
وان طرح البعض سؤالاً: كيف سينزل النصر وثمة دول وكيانات كبرى تتمتع بالقوة السياسية والمالية والروحية تقف علناً ضد المقاومة، ولقد عبرت عن ذلك مثلاً بشكل واضح باصدار الحكم على الطبيبة التونسية التي ارتكبت “جرماً كبيراً”، فقد عبرت د. مهدية المرزوق عن اعجابها بالمسيرات التي ايدت المقاومة في تونس، ومنتّ السعودية باطلاق سراح المسّن “محمد الخضري” الذي كان ممثلاً رسمياً لحماس في السعودية، أطلق سراحه بعدما أكل السرطان جسده المضني.
كيف ننتصر ومن يحمل راية الاسلام ويدعي رعاية الحرمين، يقف هذه المواقف المخزية؟ نقول بكل بساطة، عندما يأذن الله بالنصر فلن يقف امامه احد، مهما بلغت قوته وسلطانه.
في المقابل لا بد ان نهنيء أنفسنا بعودة حماس الى سوريا، بعد ما تم تصحيح الخطأ التاريخي الذي ارتكب منذ حوالي عشرة اعوام، لقد أُنفقت اموال هائلة من اجل تشويه صورة سوريا وتضخيم اخطائها وخطاياها، بعض جمهورنا كان معذوراً لأنه تأثر بالدعاية الاميركية الصهيونية العربية التي شوهت صورة سوريا، وركزت على ما يعتبر انتهاكات لحقوق الانسان دون ان يُذكر شيء عن موقفها المشّرف من مواجهة مشاريع الاستسلام الاميركي ودعمها للمقاومة.
لقد قدّمت سوريا للمقاومة ما لم يقدمه احد، ولكن حصل الذي حصل، وتصحيح الخطأ التاريخي يعتبر خطوة تاريخية حتى لو تأخر بضع سنوات، هذه الخطوة ستزيد من قوة المقاومة وثباتها ورؤيتها، وتؤكد أن رؤيتنا التي حوربنا بسببها، تبين انها الرؤية الصحيحة.
اما الذين لا يزالون يعارضون هذه الخطوة، فنقول لهم بكل بساطة: الا يكفيكم ان يكون الاميركي مستنكرا عودة حماس الى سوريا حتى تعلموا انها خطوة صحيحة؟.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أما في لبنان فنكرر ان الذي يمنع انتخاب الرئيس هو الانانية والفردية والنرجسية التي يتمتع بها البعض… وقد قلنا سابقا ان حل الازمة في لبنان يمكن ان يسلك الطريق القويم باحدى ثلاث:
- اما ان تتخذ هيئة البيعة قراراً تاريخياً بتغيير الوضع في السعودية، وهذا يبدو مستحيلاً.
- واما أن يضع (بايدن) شعاراته التي رفعها في حملته الانتخابية موضع التنفيذ، وقد حصل عكس ذلك تماماً.
- واما أن يأتي الأمر من الله لملك الموت فتتغير الصورة تماماً.
ونحن في الانتظار.
“… وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَىٰ أَمْرِهِ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ” 21) يوسف)
رابط فيديو: خطبة الجمعة: 21-10-2022: https://youtu.be/IgYORgOsOyE