هل الاتفاق انتصار؟

بسم الله الرحمن الرحيم

موقف سياسي أسبوعي: خطبة الجمعة:

بتاريخ 18 ربيع الاول 1444هـ الموافق له 14 تشرين الاول 2022م

هل الاتفاق انتصار؟

باختصار ، نعم انه انتصار، وهو انتصار مرحلي وليس نهائيا، هو انتصار نسبي وليس بالمطلق، بمعنى انه انتصار بالنسبة لما كان مطروحا وبالنسبة لموازين القوى في المنطقة، بل في العالم ، وعلينا ان نسرد الملاحظات التالية:

اولا: الخط 29: الخبراء العسكريون والمدنيون وعلماء التاريخ والسياسة الدولية، يؤكدون ان الخط 29 هو حدودنا وخطنا انطلاقا من رأس الناقورة، ويؤكدون ان الذي حصل هو تنازل بل قد يصلون الى الاتهامات بالخيانة … الخ، نقول علينا الا نهمل ما يقولون وألا نستخف بكلامهم او ان نعرض عنه، باعتبار ان نواياهم العرقلة او الاساءة للمسؤولين، بل لحزب الله والمقاومة، ونقول شيء من الصبر سيظهر ان الذي حصل هو خطوة على الطريق وليس نهايتها، على طريقة خذ وطالب.

ثانيا: دور المقاومة: قوة هذا الاتفاق ان خلفه المقاومة، التي لم تضع سلاحها ولم تسلم بكل ما في هذا الاتفاق، ونأت بنفسها عن العيوب المحتملة، يقول سماحة الامين العام مرة بعد مرة نحن خلف الدولة، فهذا الموقف يبرئه من اي خطأ محتمل ومن شبهة الاتصال او التسليم لمطالب العدو الصهيوني، كما انه يساهم في الحل، بمعنى انه لو تبنىّ الخط 29 مثلا ، واكد على ذلك لعادت المفاوضات الى نقطة الصفر بعد ان عبرت عقبات كثيرة وبعد ان بُذلت جهود استمرت لاكثر من عشر سنوات.

ثالثا: اسرار المقاومة: لقد وردت كلمة في غاية الاهمية في كلام سماحته في آخر كلمة له: قال ان ثمة امورا علمها العدو الاسرائيلي كما الاميركي وتأكد ان المقاومة جادة فيما تقول، ولم يكن ارسال المسيّرات امرا استعراضيا عارضا.

برأينا ان هذه كلمة رئيسية ، كلمة مفتاح ما حصل، فعندما يكون الصهيوني كما الاميركي على يقين بأن المقاومة جادة في ان تخوض حربا من اجل حقوقنا النفطية، فان اي خلل او غدر يصبح مستبعدا.

رابعا: غدر الصهاينة: مهما كنا اقوياء ومهما ساعدتنا الظروف الدولية، وعلى رأسها حاجة الغرب الى الطاقة بعد الحرب الاوكرانية … الخ، فعلينا ان نخشى من اي غدر اسرائيلي محتمل على ضوء معرفتنا بالصهاينة من خلال القرآن الكريم والسنة النبوية، ومن خلال التجارب المعاصرة : طابا التي ماطلت اسرائيل في تسليمها تسعة اعوام، اوسلو الذي لم يطبق منه شيء، وادي عربة الذي لم يطبق منه الا الجزء المتعلق بمصالح العدو الصهيوني … الخ، وبالتأكيد في ظل ما حصل لن يكون غدر اليهود لمصلحتهم.

خامسا: وحدة الصف :المطلوب المزيد من وحدة الصف وحسن النية تجاه بعضنا البعض، والانتظار الايجابي لما يمكن ان يحصل.

سادسا: معركتنا مع الصهاينة ابعد بكثير من مجرد اتفاق مرحلي، معركتنا تحملها العقيدة كما التاريخ كما المستقبل الذي نثق انه سيكون الى جانبنا، باذن الله تعالى.

سابعا: مع الفارق الكبير بالتشبيه، لقد اتهم بعض كبار الصحابة صلح الحديبية، او هدنة الحديبية بالاحرى، بانها استسلام للعدو، وظهر بعد ذلك انها كانت مقدمة لا بد منها لفتح مكة، في هذا الجزء التشبيه بليغ.

ثامنا: ان قوة المقاومة ومحورها انها تواجه الاميركي، فيما تظن حركات اسلامية ووطنية ودول كبيرة، ان التفاهم مع الاميركي هو السبيل للوصول الى الاهداف.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

من جهة اخرى: نحيي محاولة الجزائر توحيد القوى الفلسطينية، ونعتبر انها خطوة في الطريق الصحيح، ونتمنى ان ينتج عن هذا الاتفاق وحدة حقيقية للموقف الفلسطيني على قاعدة مقاومة العدو المحتل.

رابط فيديو: خطبة الجمعة: 14-10-2022: https://youtu.be/TQvZIxL9-Ko