الردة

بسم الله الرحمن الرحيم

موقف سياسي أسبوعي: خطبة الجمعة:

بتاريخ 6 صفر 1444هـ الموافق له 2 ايلول 2022م

الردة

نشهد من فترة لأخرى ارتداداً عن القضايا الوطنية وعن مكارم الاخلاق، وعن الشهامة والاستقامة، ونشهد ارتداداً جزئياً او كلياً عن قضية فلسطين التي تختصر كل المبادئ الاسلامية والوطنية والانسانية، كما ان البعض يتحدث عن فلسطين دون التأكيد على المقاومة وانجازتها، وكأنه في ذلك لم يفعل شيئاً، ويأتي بعض هذا الارتداد في حين ان المقاومة تحقق انجازات في فلسطين ولبنان وغيرهما، ويبحثون عن عيب مفترض، فلا يجدون، مما يذكرنا بقول المتنبي :

كم تطلبون لنا عيباً فيعجزكم              ويكره الله ما تأتون والكرم

وبالقياس على السيرة النبوية وما فيها من مواعظ وعبر، فان الردة كانت بعد وضوح الرؤية، وبأسباب واضحة، فالوليد بن المغيرة مثلا شهد ان القرآن ليس كلام بشر ثم ارتد، والسبب الزعامة، وكذلك ابو جهل، اما عتبة بن ربيعة وعقبة بن ابي معيط فكان سبب ردتهما الحرص على الاصحاب والعشرة، اي المجتمع، والاعشى الشاعر المشهور، بعد ان اعلن حبه لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وايمانه بالمبادئ التي جاء بها، ارتد بعد ان عرضت عليه قريش مائة ناقة … الخ.

هكذا البعض يردهم عن الحق المال والبعض الزعامة، واخرون الشهوة، وآخرون وعود الاعداء والاخصام، وعلى المسلم وعلى الانسان المستقيم ان ينتبه لنقطة الضعف التي يمكن ان يدخل من خلالها الشيطان اليه.

حديث البعض اليوم عن ضرورة ان تصبح المقاومة جزءاً من الدولة، فيما ان الدولة غير موجودة اصلا، والمقاومة هي التي تعطي الدولة قيمتها من خلال حمايتها للحدود وللسلم الاهلي وللثروة النفطية والغازية، يعتبر ردة عن المبادئ الوطنيةوالاخلاق الانسانية.

ومن يتحدث عن مذهبيتها: الا يرى عدد غير المسلمين المؤيدين للمقاومة؟ ومن يتحدث عن اقليميتها او ضيق افقها، الا يرى تواصلها مع فلسطين واليمن والعراق وصولاً الى طهران؟ … الخ.

ومن جهة اخرى ندين بل نشمئز ونشعر بالغثيان، عندما نرى هذا السجال السخيف حول تعديل وزاري او زيادة ست وزراء دولة، او غير ذلك، والكل يتحدث عن فراغ محتمل، لماذا؟ انتم تصنعون الفراغ، القرار عندكم، نعلم ان الاميركي يتدخل وجهات اخرى تتدخل، ولكن عندما يكون الموقف اللبناني الداخلي موحداً لا تستطيع قوة خارجية ان تتدخل، ولو فعلت لافتضح امرها، ولكان ذلك سبباً اضافياً لوحدة الموقف.

ما الذي يمنع الجهات التي تعتبر نفسها جزءاً من صف المقاومة، ولو في البعد الاستراتيجي ان تتوافق؟ اعداء المقاومة يعلنون الهوية الاميركية الواضحة، مما يفترض ان يدفع اهل المقاومة لتوحيد الموقف، لماذا لا تتوحد القوى التي كانت تسمى 8 اذار؟ ما الذي يمنع التوحد الا الانانيات والحزبية الضيقة والعنصرية البغيضة؟.

علينا ان نفضح هؤلاء ان هم اصروا على قرارهم واختلافهم، فيما يزعمون انهم من انصار المقاومة.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

وما الذي يمنع من اصدار قانون عفو كلي أو جزئي عن السجناء؟ في مثل هذه الظروف الصعبة يصبح الشهر في السجن يعادل سنة، طالما انكم لا تستطيعون اطعامهم او رعايتهم او متابعة شؤونهم، لماذا لا يطلق سراحهم؟ لا نجد حتى هذه اللحظة الا السبب الطائفي، الا ان اعلن المسؤولون عن قانون العفو السبب الذي يمنع من هذه الخطوة الانسانية الضرورية، كيف يستطيعون تحمل رؤية ما يعانيه السجناء؟ كيف تتحمل ضمائرهم ما يحصل للوطن، أم أن الضمير اصبح في خبر كان؟؟؟.

رابط فيديو: خطبة الجمعة: 2-9-2022: https://youtu.be/dXlyGIlDFe8