بسم الله الرحمن الرحيم
موقف سياسي أسبوعي: خطبة الجمعة:
بتاريخ 9 ذو الحجة 1443هـ الموافق له 8 تموز 2022م
اعتداء على الحج !
لقد اعتدت السلطات السعودية على الحج وشوهت مناسكه وضللت المسلمين وباعدتهم عن اهدافه السامية، وذلك بتعيين المدعو (محمد العيسى) المسمى امين عام رابطة العالم الاسلامي، خطيباً في مسجد نمرة في عرفات، يعني خطيبا في ركن الحج الاعظم وأهم محطاته، وذلك بعد ان قام بسلسلة من الاعمال الفاجرة التي تتناقض مع ابسط مبادئ الاسلام، وأهمها زيارته لما يسمى المحرقة اليهودية في اوشفيتز في بولونيا، متعاطفاً مع الصهاينة مترحماً على “ضحاياهم”، معتبراً ان الصهاينة اخواننا، مبدياً الاسف والالم على ما أصابهم، فيما يوصف المجاهدون في فلسطين والمرابطون في المسجد الاقصى والمحاصرون في غزة، يوصفون بالارهاب وتحل دماؤهم “ويبارك موتهم جوعاً” او حصاراً او قصفاً او اغتيالاً.
تريد السلطات السعودية ان تجعل الحج باباً للتطبيع وتريد طي صفحة مواجهة الصهيونية، لن يكون لهم ذلك، ستفضح اعمالهم ونواياهم، وسينالهم في الدنيا ذلُ قبل عذاب الآخرة، ذلك انهم لا يختلفون عن بني اسرائيل الذين عبدوا العجل، وذلك ان عبادة العجل والتطبيع وكل ما هو في هذا الاتجاه انما هو عبادة للمال، للذهب، للكرسي، لمتاع الدنيا الزائل:
“إِنَّ الَّذِينَ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ سَيَنَالُهُمْ غَضَبٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَذِلَّةٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۚ وَكَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُفْتَرِينَ” (الاعراف 152).
ولقد ادانت السلطات السعودية نفسها، وعلى رأسها (بن سلمان) عندما صمّت الآذان عن مطالبات علماء العالم الاسلامي من كل حدب وصوب، الذين ارتفعت اصواتهم غضباً واستنكاراً لتعيين هذا الرجل الفاجر خطيباً في عرفات.
ان هذا الخطيب اليوم يُدخل المنكر الى مناسك الحج، مما يذكرنا بـ (عمرو بن لحي الخزاعي) الذي ادخل الاصنام الى مكة قبل حوالي مائة عام من بعثة محمد صلى الله عليه وسلم، وسيحمل وزر هذا الانحراف ذلاً في الدنيا وعذاباً في الآخرة.
لقد صبرنا خلال عقود على اخطاء وانحرافات السلطات السعودية في موسم الحج، فلقد تأخروا كثيراً، على سبيل المثال، بالاقتناع بتوزيع ذبائح الحج على فقراء العالم الاسلامي، وكانوا يعمدون الى دفنها بعد احداث حفر ضخمة بالجرافات، بحجة انها لفقراء مكة، وماذا لو لم يعد في مكة فقراء؟ ولقد تأخروا كثيراً حتى اقتنعوا بهذه الفكرة، وكذلك توسيع مكان الرجم، حيث كان مكاناً للزحام تُسقط خلاله ضحايا كثيرة، وكذلك امور كثيرة، وأهمها “خطيئة” هي الاحتكار السعودي لمناسك الحج، وليس لهم ذلك، قال تعالى “إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ الَّذِي جَعَلْنَاهُ لِلنَّاسِ سَوَاءً الْعَاكِفُ فِيهِ وَالْبَادِ ۚ وَمَن يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُّذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ” (الحج 25)… بالنسبة للمناسك، على سبيل المثال لا الحصر، يستوي اهل مكة مع كل المسلمين، وليس للسعودي فضل على غيره من المسلمين، لماذا مثلاً لا يُدعى (اسماعيل هنية) لان يخطب في الحرم او في المدينة او في عرفات؟ لماذا لا يدعى كبار علماء العالم الاسلامي من الازهر او القيروان والزيتونة وسائر بلاد المسلمين الى ان يكونوا جزءاً من المشاعر والشعائر؟؟؟، هذا مع العلم ان الملك عبد العزيز عندما استولى على الحرم المكي قال: هذا الحرم لكل المسلمين ولن نكون الا خداماً لهذا الحرم… الخ.
اما هذا الانحراف فلن تصبر عليه الامة ولن يطول امده باذن الله.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ان الجدال حول تأليف الحكومة، مؤسف بل مقزز: اقل من اربعة اشهر من عمر الحكومة، لا تحتاج الى هذا الجدال العقيم، والسبب الواضح ان الذي يمنع تشكيل الحكومة هي المصالح الشخصية والفئوية التي يسعى اليها المسؤولون ويغطوّن انانياتهم بغطاء مذهبي او طائفي.
كما اننا ندين ها الموقف الذليل الذي عبر عنه وزير الخارجية عبدالله بو حبيب بعد لقائه مع رئيس الحكومة حول موضوع المسيرات غير المسلحة، التي اطلقت باتجاه حقل كاريش… ونوجه لهم سؤالاً: لقد قُدمت لكم قوة استثنائية تصلّب موقفكم وتجعلكم في موقع صاحب الحق (سلطان) كما يقال، لماذا تختارون الضعف والذل؟ وليس لكم ذلك، فالامر لا يتعلق بأمور شخصية متعلقة بالوزير او بالرئيس، بل هي ثروة اللبنانيين ورزقهم… والانكى من ذلك، ان ثمة من اكد بأن البيان تمت صياغته بالتوافق الكامل مع السفيرة الاميركية… ولكن موقف لبنان سيبقى قوياً بالمقاومة وبأهلها وليس بالمسؤولين الاذلاءالمستسلمين للارادة الاميركية.
رابط فيديو: خطبة الجمعة: 8-7-2022: https://youtu.be/l5m6FTmvJ4Y