بسم الله الرحمن الرحيم
موقف سياسي أسبوعي: خطبة الجمعة:
بتاريخ 2 ذو الحجة 1443هـ الموافق له 1 تموز 2022م
الحج رمز وحدة الامة
الأمة الإسلامية محرومة من الدور التاريخي الذي ينبغي أن تؤديه مكة المكرمة وموسم الحج، يفترض أن الحج يجمع المسلمين ويتحول إلى ما يشبه مؤتمر عالمي تبحث عن مشاكل المسلمين وقضاياهم الكبرى، وطبعاً على رأسها قضية فلسطين وما يفترض أن يرتبط بفلسطين من واجبات وعلى رأسها المقاومة.
اليوم الحج موسم سياسي يتم من خلاله الترويج لسياسات منحرفة تتضمن التطبيع والاستسلام والتنظير للسياسات الهادفة لإخضاع المنطقة للسياسات الأميركية، ولكن العبادة تبقى حتى لو حاولوا إفراغها من محتواها ولن يطول الوقت حتى يعود الحج إلى دوره التاريخي الرائد.
ونحن هنا نتذكر أن الحج مستمر منذ أيام آدم عليه السلام، ثم تجدد أيام إبراهيم عليه السلام، وظل رمزاً لتوحيد رب العالمين، ولم تدخل الأصنام إلى الكعبة إلا قبل مائة عام من بعثة محمد صلى الله عليه وسلم، لقد ادخل الأصنام إلى الكعبة رجل واحد اسمه (عمرو بن لحي الخزاعي)، ثم ما لبث أن أزال محمد صلى الله عليه وسلم الأصنام في العام الثامن للهجرة… اليوم لا يؤدي الحج دوره المطلوب، لكنه سيعود قريباً بإذن الله إلى دوره التاريخي ويعود رمزاً لقوة الأمة الإسلامية ووحدتها.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إن إثارة موضوع المثلية ومحاولة اعتبار تشريع المثلية نوعا من التقدم المنسجم مع روح العصر، محاولة آثمة يشتم منها رائحة الصهيونية والمؤامرات التي تهدف إلى إفساد المجتمع وإشغاله بسفاسف الأمور.
إلا أن ردة الفعل تجاه هذه المؤامرة تستحق التنويه، حيث أن إجماعاً كاملاً من قبل المرجعيات الدينية كافة، وأيضا من جهات متعددة، ان ذلك يؤكد أن طريق هؤلاء مغلقة ولن يستطيعوا المضي في مؤامراتهم.
وان كان بعض النواب (التغيريين)، كما يسمون أنفسهم، انخرطوا في هذه المؤامرة، فهذا أمرٌ ايجابي، باعتبار أن انكشاف هوية بعض هؤلاء أمر ايجابي، لقد قلنا دائما أن بعض هؤلاء مرتبطون بالمؤامرة الأميركية على لبنان.
إن محاولة تصوير المثلية والشذوذ على أنواعه والتفلت من أحكام الشريعة، عنوان لتقدم المجتمعات، افتراء على الله وعلى البشرية وعلى القوانين، بحيث أن التجربة البشرية تثبت أن الفساد الأخلاقي على أنواعه هو سبب في انهيار الإمبراطوريات والدول الكبرى منذ بدء التاريخ إلى الآن، فيما أكد العلم أيضا أن الشذوذ الجنسي كان سببا في وجود جرثومة (الايدز)، على سبيل المثال، وكذلك تعدد العلاقات الجنسية دون ضوابط، وبغض النظر عن أي موقف أو ارتباط آخر، فإننا نحيي كل الذين وقفوا في وجه هذه المؤامرة المكشوفة فيما يحاول البعض أن يغطوا وجهها البشع بقناع من التطور الزائف.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إن الحوار المستعر حول شكل الحكومة أو تعديل بعض الحقائب أو استبدال وزير بآخر وما إلى ذلك، إن كل ذلك مضيعة للوقت، بحيث إن أية حكومة سينتهي دورها بعد اقل من 4 أشهر، أما الحديث عن فراغ رئاسي “محتم” هو جريمة بحق لبنان، بحيث أن انتخابات رئاسة الجمهورية ينبغي أن تكون أمراً مسلما به، وان الحديث عن فراغ يؤكد أن هنالك نية مبيتة من بعض الجهات بالتعطيل، وينبغي أن يحزم الجميع أمرهم، لان الفراغ سيكون طامة كبرى على البلد تزيد من مآسيه ومشاكله.
رابط فيديو: خطبة الجمعة: 1-7-2022: https://youtu.be/kzDmEzDLi3Y