وجوب توحيد الموقف اللبناني

بسم الله الرحمن الرحيم

موقف سياسي أسبوعي: خطبة الجمعة:

بتاريخ 11 ذو القعدة 1443هـ الموافق له 10 حزيران 2022م

وجوب توحيد الموقف اللبناني

لقد اكدت الآيات الكريمة بأن الهدف من فرض الجهاد على المؤمنين هو امتحان البشر وابتلاؤهم، وان الله قادر دون شك بأن ينتصر من عدونا بأسلحة من عنده، بالملائكة، بالريح، بالأمراض، بالزلازل … الخ، ولكن المؤمنين يُمتحنون، فعليهم ان يستعدوا ويعدوا العدة، وان يبذلوا كل ما عندهم من قدرات، وان يبتعدوا عن النزاع والشقاق، وان يتموا كل الشروط حتى يتنزل عليهم النصر، وفي نفس الوقت فان المنافقين وضعفاء الايمان وتجار الدين وامثال هؤلاء يختلقون اعذارا للتهرب من واجباتهم الجهادية، والقرآن الكريم مليء بما يؤكد هذا الامر بالتفصيل

على ضوء الاحتلال الصهيوني منذ 74 عاما، بل على ضوء المؤامرات الصهيونية الغربية التي تكثفت بعد مؤتمر بال 1987 في سويسرا، برزت كثير من الشخصيات التي تعاونت مع الغرب ضد الدولة العثمانية، ثم ساهمت في تثبيت الاستعمار المعاصر، وكانوا أداة للعدو على شعوبهم، وصولا الى الدول والحكومات والملوك والامراء وكثير من الاحزاب والمنظمات، وبعضها يدعي الإسلام وبعضها يرفع شعارات العروبة والوطنية والعزة والكرامة، كل هؤلاء امتُحنوا ورسبوا في الامتحان اكثر من تسعين بالمئة من الجهات التي زعمت انها تواجه الصهيونية والاحتلال فُضحت اسرارها وكُشفت نواياها وظهروا أنهم تجار يرفعون الشعارات البراقة لينالوا مكاسب دنيوية.

ان ما يحصل اليوم يؤكد رسوب هذه الجهات في الامتحان الرباني، ذلك، وكما ظهر مؤخرا، ان جهة محدودة العدد والعدة محاصرة من الجميع، عنينا غزة، استطاعت ان تحقق هذه الانتصارات المتلاحقة، وجعلت العدو الصهيوني في موقع الدفاع يطلب في كل مرة وقف اطلاق النار، كما ان فريقا يشكل جزءا من جزء من الشعب اللبناني استطاع ان يحقق هذه الانتصارات، عنينا حزب الله، يؤكد هؤلاء وهؤلاء ان اية جهة لو اتخذت قرارا صادقا بالاستعداد لوصلت الى شيء من العزة والكرامة والانتصار، ولكن قرارهم كان الذل والتبعية والخيانة، اختاروا مصالحهم الخاصة والضيقة وكراسيّهم على مصلحة الامة ومواجهة العدو.

نفس الامر يقال عن ايران التي لا تقارن ثروتها النفطية بثروة دول الخليج، ولكنها وضعت هذه الثروة في المكان الصحيح، فأصبحت تهدد العالم وتفرض شروطها على الأميركي وغيره، وأصبحت تطور الصناعات الحربية، وتوشك ان تصبح دولة نووية … الخ، فيما النفط العربي وبقية الثروات تنفق على الخنا والزنا والترف والقصور الفارهة … الخ.

موقف سماحة السيد بالأمس بموضوع الثروة النفطية اللبنانية وترسيم الحدود حجة على كل القاعدين والضعفاء في امتنا كلها، لقد استطاعت المقاومة ان تصل الى هذا الموقف المشرف بالصدق والمثابرة، لم يكن الامر صعبا على كثيرين ولكنهم لا يريدون.

المطلوب اليوم ان يوحد اللبنانيون موقفهم خلف المقاومة، فليس عندهم خيار آخر، ان لم يتوحد الموقف اللبناني في هذه الظروف الصعبة، ففي أي وقت يمكن ان يتوحد الموقف؟.

ان تجربة المقاومة ونجاحاتها حجة على كل الفئات اللبنانية، خاصة أولئك الذين فضحتهم التجارب ولم يقدموا أكثر من الكلام والخصومات والمصالح الفئوية.

رابط فيديو: خطبة الجمعة: 10-6-2022: https://youtu.be/sRB612YnGh8