الانتخابات !

بسم الله الرحمن الرحيم
موقف سياسي أسبوعي: خطبة الجمعة:

بتاريخ 12  شوال 1443هـ الموافق له 13  ايار 2022م

الانتخابات !

لا بد من كلمة نقولها، سواء وصلت الى الاسماع، واكثرها صماء، أم لم تصل، فواجبنا الشرعي يؤكد علينا ذلك:

قيمة هذه الانتخابات:

أولاً: لقد ذكرنا في ما مضى اسباباً تُفقد الانتخابات كثيراً من صفتها التمثيلية، وأهمها قيام جهة خارجية بإلغاء جمهور وازن من الناخبين واخراجهم من السياق الانتخابي، ولأسباب غير لبنانية على الارجح، ولو ان الانتخابات أُلغيت او أُجلت لهذا السبب لكان الامر يستحق ذلك.

كما ان التدخل الاميركي والسعودي في الانتخابات وصل الى مستوى لم يصله في اية انتخابات سابقة، مما يشوه بالتأكيد ارادة الناخبين ويدفعهم الى ان يكونوا احجار شطرنج على رقعة التمثيل النيابي، اضافة الى الوضع الاقتصادي الذي يساهم في تعظيم دور الرشاوى ويجعل المال الانتخابي اكثر تأثيراً، الا أن نتائج المقاطعة ستكون وخيمة، المشاركة الكثيفة رغم كل شيء أفضل بكثير.

سلاح المقاومة:

ثانياً: ان الشعار الرئيسي الذي تخوض به كثير من الجهات المعركة الانتخابية، هو نزع سلاح المقاومة، وهو شعار مفتعل دفعت من اجله اموال طائلة، مما جعل الشعارات المرفوعة في هذا الصدد وقحة وسخيفة في وقت واحد، خاصة عندما ترفعها جهات معروفة الانتماء ومحدودة التمثيل، مما يؤكد النفوذ الاميركي البشع على هذه المجموعات.

وهنا لا بد ان نؤكد لهؤلاء انهم يعملون ضد المصلحة اللبنانية وضد حركة التاريخ الذي اكد خلال عدة عقود مضت ان سلاح المقاومة أقوى، بحول الله تعالى، من أن تواجهه او تشوهه جهات هزيلة وشعارات مفتعلة، فضلاً عن ان تنزعه وتخرجه من المعادلة.

الفساد:

ثالثاً: محاربة الفساد والطبقة الفاسدة، شعار رئيسي في هذه الانتخابات، وهو شعار غير واقعي على الاطلاق، لأن الذين يرفعونه لم يثبتوا أنهم قادرون على القيام بهذه المهمة الصعبة وشبه المستحيلة، ففاقد الشيء لا يعطيه.

كما ان الذين يرفعون هذا الشعار لم يستطيعوا توحيد صفهم وتوحيد لوائحهم، فكيف يمكن لهم ان يصلحوا الفساد المستشري في الدولة؟ كما أن فئات وازنة من هؤلاء على صلة وثيقة بالسفارة الاميركية، ويتلقون دعماً وازناً وينفذون تعلميات، ولا بد ان نعود الى السؤال الرئيسي: هل الفساد هو سبب الازمة الاقتصادية في لبنان أم نتيجة  للمؤامرة التي أوجدت الفساد وأوجدت الأزمة كذلك؟.

الحضن العربي ؟:

رابعاً: شعار يتردد في هذه الانتخابات: عودة لبنان الى حضنه العربي، وهو من اشد الشعارات كذباً ودجلاً، هم يريدون بذلك اتهام المقاومة بانها فارسية الانتماء، فيما ان المقاومة بجهادها ووضوح رؤيتها تمثل العروبة الصحيحة، فليس ثمة عروبة دون فلسطين، وليس هنالك فلسطين دون مقاومة.

الحضن العربي الذي يريدوننا “العودة اليه” هو التطبيع واتفاقيات ابراهام، وهو الحي اليهودي في الامارات، والاستثمارات السعودية في الاقتصاد الاسرائيلي، تسليم أموال الحرمين الشريفين للصهيوني (جاريد كوشنير)، الحضن العربي الذي يريدون منا العودة اليه، هو حصار غزة وتصنيف المقاومة ارهابا، الحضن العربي هو كامب ديفيد ووادي عربة واوسلو الفاشل، باختصار ان عروبتهم هي الخضوع للاميركي والاستسلام للاسرائيلي، فيما العروبة الحقيقية هي المقاومة وفلسطين ومحور المقاومة بكل عناصره.

دائرة صيدا وجزين:

خامساً: أما في دائرة صيدا فليس ثمة معركة حقيقية، فليس هنالك عدو للمقاومة، هنالك من يخاف ان يعلن ولاءه للمقاومة وثمة من يعتب عليها وينتقد اداءها في الداخل، وليس هنالك من يعادي المقاومة، حتى من اشترك في لائحة فيها ممثل عن القوات اللبنانية، الامر ليس من هذا الباب ولو كان خياراً خاطئاً بالتأكيد، والمشكلة في الضغوط وليس في الخيار الحر.

الصورة الحقيقية:

سادساً: ضمن هذا الضجيج المفتعل ضاعت الحقيقة واختلطت الاكاذيب بالحقائق والاوهام بالوقائع، وان الصورة السياسية هي كما يلي:

ان الازمة الاقتصادية في لبنان هي نتيجة لقرار اميركي – سعودي، لا يخفى هذا على المتابعين الجديين، وان الهدف من حصار لبنان هو المقاومة والانتصار وليس شيئاً آخر… وانه لمن السخف بمكان ان يقال ان سبب ما نحن فيه هو المقاومة، وكأننا نساعد الظالم على المظلوم، والمنطق السليم يقول ان المقاومة نتيجة طبيعية للاحتلال، وينبغي على الجميع ادانة المحاصِر وليس المحاصَر.

سابعاً: ان الانتخابات في لبنان، وكل الحراك السياسي يدور حول محور فلسطين والمقاومة، ومهما كانت نتيجة الانتخابات، فطريق فلسطين معبدة بالابطال وآخرهم رمز من رموز الاعلام الحر الوطني الملتزم شيرين ابو عاقلة، التي يفخر بها كل فلسطيني وكل شريف وحر حيثما وجد… لن يعيد التاريخ الى الوراء، في كل يوم يتحقق انتصار جديد في فلسطين، ولن تهزم فلسطين في لبنان بأي شكل من الاشكال.

رابط فيديو: خطبة الجمعة: 13-5-2022: https://youtu.be/DZ947tPMnCQ