بسم الله الرحمن الرحيم
موقف سياسي أسبوعي: خطبة الجمعة:
بتاريخ 14 رمضان 1443هـ الموافق له 15 نيسان 2022م
اميركا ام الفساد؟
لا ينكر أحد حجم الفساد واثره على الازمة التي نعيشها، ولا ينكر أحد أن الطبقة السياسية تتقاسم المغانم وتنهب البلاد، الا القليل الذي لا يقاس عليه، ولكن العاقل ينبغي أولا أن يقرأ الامور كما هي ليرسم خارطة الطريق:
ينبغي أولاً أن نؤكد أن هذا الفساد ناتج عن المؤامرة الاميركية، لقد أُسس الفساد أولاً بقرار اميركي فتم تسليم مقاليد البلاد الى الفاسدين وأمنت لهم الحماية، وتم بناء المؤسسات على هذا الاساس، وتم تهريب الاموال قبل 17 تشرين الاول 2019 وبعدها، تم بقرار اميركي سعودي لا يخفى على متابع.
ان هدف اميركا الرئيسي هو المقاومة، وبالتالي لو طرح علينا السؤال أي الخطرين أكبر؟ لأجبنا بشكل قاطع اميركا هي الفساد واميركا هي المشكلة، وان مواجهتها تكون بدعم المقاومة التي هي المستهدفة اصلاً من الحرب على لبنان والحصار الاقتصادي.
يتهمون المقاومة بحماية الفساد أو بالسكوت عنه بالحد الادنى، ولكن هذا ليس صحيحاً، هنالك أولويات، لا يمكن مواجهة الخطر الجزئي وترك الخطر الاكبر المسبب للاخطار كلها وهو النفوذ الاميركي، وأمام ما يمكن ان ينتج عن مواجهة الفساد من اشكاليات فالمقاومة تصبح امام قاعدة شرعية ملخصها: درء المفاسد أولى من جلب المصالح.
بدر الكبرى:
نقول هذا ونحن نستذكر غزوة بدر الكبرى التي اثبتت شيئا رئيسياً: انما النصر من عند الله: لقد قدم المسلمون في بدر التضحية من خلال هجرتهم، ومن خلال اتباعهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم وقدموا الولاء، ولم يحضّروا للمعركة، ولكن الله رتب أمور المعركة، فهو الذي حدد المكان فقال: (… وَلَوْ تَوَاعَدْتُمْ لاخْتَلَفْتُمْ فِي الْمِيعَادِ … (42)) (الانفال)، وهو الذي جهز الصحابة جسدياً، فألقى عليهم النوم (إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِنْهُ … (11)) (الانفال) حتى استيقظوا مستعدة اجسادهم للقتال، وانزل المطر في جانب المسلمين ولم يهطل عند المشركين، واوصل الرمل والغبار الى عيون المشركين (… وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ…(17)) (الانفال) لينشغلوا لفترة قصيرة بتنظيف عيونهم لتكون الضربة الاولى للمسلمين، وتوّج كل ذلك بمشاركة الملائكة في القتال كبشرى لهم وتطميناً.
النصر كان من صنع الله، ولم يكن المسلمون في بدر الا مادة لتنفيذ وعد الله… واليوم أهلنا في فلسطين يسيرون على طريق بدر، فيقدمون ما يستطيعون رغم الحصار والخذلان العربي ورغم الظروف الضاغطة، ينتفضون جميعاً ويقدمون التضحيات، لقد تحقق النصر الاول عند منع الصهاينة المتطرفين من ذبح القرابين في المسجد الاقصى، هذا ليس بالامر الهين، نصر يضاف الى الانتصارات باذن الله ، النصر الاكبر الذي هو زوال اسرائيل كما وعد الله.
ان كل ما في فلسطين يؤكد اننا نسير على الطريق الصحيح، وان المؤامرات التي تحاك ضد المقاومة والتمويل الهائل الذي تنفقه اميركا ومحورها لتشويه صورة المقاومة ومحاصرتها معنوياً وشعبياً، سيرتد على المتآمرين وستنتصر المقاومة وستنتصر فلسطين قريباً باذن الله.
رابط فيديو : خطبة الجمعة: 15-4-2022: https://youtu.be/v-DZ9gS-z0o