الظلم!

بسم الله الرحمن الرحيم
موقف سياسي أسبوعي: خطبة الجمعة:

بتاريخ 8 شعبان 1443هـ الموافق له 11 اذار 2022م

الظلم!

وَالظّلمُ من شِيَمِ النّفوسِ فإن تجدْ ذا عِفّةٍ فَلِعِلّةٍ لا يَظْلِمُ

بيت من ابيات المتنبي التي ذهبت مثلا، ولكن هل هذه هي الحقيقة؟ ام ان الظلم يأتي لاحقا بعد ان يكون الانسان قد فطر على الفطرة الربانية، قد يكون في المسألة جدال، والواقع ان كثيراً من الآيات تؤكد على هذا المعنى، والجمع بين الفكرتين ممكن..

يولد الانسان على الفطرة ويلد معه استعداده للايمان ولعمل الخير، ولكن المجتمع يأخذه بعيداً عن الفطرة باستثناء اولئك الذين ثبتهم الله على الايمان لما يعلمه الله من صدقهم واخلاصهم.

وفي نفس الوقت ثمة آيات تدل على المعنى المذكور في البيت السابق، ومنها قوله تعالى لآدم عليه السلام عندما اهبطه من الجنة (بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ) (الاعراف 24)، ومنها قول زوجة العزيز: (إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ) (يوسف 53) والتي تظهر وكأنها وصف لطبيعة الانسان بشكل عام، واوضح كل ذلك : (وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ… (2))  (العصر).

فالاصل هو الخسران والضياع والانحراف والاستثناء هو ما يثبت الله به النفوس المؤمنة.

على هذا نقول: لا نستبعد ان يكون الرئيس الروسي بوتين على شيء من الظلم في خطوته هذه، ولكننا نستغرب من بعض الجهات التركيز على ظلمه وتناسي الظلم الاميركي المتمادي، والذي لم يتوقف يوماً منذ افناء الهنود الحمر في اميركا الى دعم اسرائيل في عدوانها الدائم، مروراً بحروب وانقلابات ومؤامرات لا تحصى.

كما ذكرنا في الاسبوع الماضي: ان اميركا تتلاعب بالعالم وتدفع العالم بأسره الى حرب نووية، لقد تحدث الفيلسوف الاميركي المشهور (نعوم تشومسكي) منذ سنوات طويلة قائلاً: ان ما تفعله اميركا لتحرج به روسيا الاتحادية، سيدفع العالم الى حرب نووية.

ان الموقف المنحاز لاميركا وظلمها ومؤامراتها سيعود بالوبال على العالم كله.

الا اننا نؤكد ان الانسان مهما كان ظالماً لن يستطيع ان يشعل حرباً مدمرة دون ان يكون الله قد اذن بمثل هذه الحرب لحكمة يعلمها.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

هرتسوغ في تركيا

انه لامر مؤلم وهو مضحك مبك في وقت واحد، ان اردوغان يقدم نفسه، ويقدمه كثيرون، كزعيم اسلامي عالمي يتجاوز الحدود الجغرافية والقومية، ليظهر في هذا الاستقبال “التاريخي” مكبلاً بالاتاتوركية البغيضة وبالنفوذ الاميركي المخترق لكافة البنية السياسية التركية.

من كان عاجزاً أمام هذا الواقع المفروض عليه، لا يستطيع ان يقدم نفسه قائداً اسلامياً عالمياً، خاصة وهو يمارس دوراً مكملاً للسياسة الاميركية في المنطقة، خاصة في الازمة السورية واحتلاله لجزء من الشمال السوري.

عتبنا على بعض الاسلاميين الذين يحاولون تجاوز حقائق دامغة لمصلحة أوهام حزبية تمنعهم من رؤية الواقع، تدفعهم الى مواقف تؤكد خضوعهم للاهواء وللمزاج الشخصي على حساب المبادئ الاسلامية .

ومن هنا لو أجرينا مقارنة بين شعارات ايران والتزامها قضية فلسطين ودعم المقاومة، لوجدنا فارقاً شاسعاً مع “وصولية” اردوغات و”الضرورات” التي تلجئه الى مثل هذا العمل الفاضح…نقول بعيداً عن الخلاف المذهبي والتحريض العنصري تبرز ايران بوضوح فكرتها السياسية في مقابل “انحراف” اسلامي عالمي عن الشعار الرئيسي الذي يجب ان يتبناه كل اسلامي صادق ووطني مخلص…

حتمية زوال اسرائيل … وتحرير فلسطين كاملة…

من لا يستطيع رفع هذا الشعار، ومن لا يستطيع العمل له، عليه ان يتواضع في تقديم نفسه للقيادة الاسلامية العالمية.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

مقربون من السفارة الاميركية يؤكدون ان متابعة الاميركيين للرأي العام اللبناني تجعلهم يرجحون ان الانتخابات القادمة لن تأتي بأكثرية موالية للشعارات الاميركية المطروحة، مثل مواجهة الاحتلال الايراني ونزع سلاح المقاومة… وبالتالي قد تعمد السفارة وعملاؤها الى تعطيل الانتخابات النيابية، طالما أنه لن تكون لمصلحة المؤامرة الاميركية في لبنان، وعلى هذا، فان اصبع الاتهام موجه الى السفارة وعملائها في حال تعطيل الانتخابات.

ـــــــــــــــــــــ

ان ترشيح العميل فايز كرم للانتخابات اختراق للقوانين اللبنانية، فضلاً انه استخفاف بعقول اللبنانيين واثبات لانحراف سياسي مستمر يمارسه جبران باسيل… ينبغي ان يوضع حد لهذه المهزلة.

رابط فيديو: خطبة الجمعة: 11-3-2022: https://youtu.be/xteduw-_pcg