بسم الله الرحمن الرحيم
موقف سياسي أسبوعي: خطبة الجمعة:
بتاريخ 10 رجب 1443هـ الموافق له 11 شباط 2022م
انتصار الثورة وزوال اسرائيل
في الذكرى الثالية والاربعين لانتصار الثورة الاسلامية في ايران، ندعو الاخصام الألداء الى اعادة النظر في موقفهم المعادي للثورة، وذلك بعد انكشاف الامور كما لم تكن من قبل، واهم تلك الامور ثبات ايران الثورة والدولة على اولوية الصراع مع الصهيونية خلال هذه العقود، رغم الحروب المتعددة والمتنوعة والحصار والاتهامات .
لو تخيلنا اليوم الوضع في فلسطين دون الدعم الايراني، لكان مشهدا مؤلما اكثر بكثير مما هو عليه الآن، نتطلع الى كل القوى التي رفعت لواء فلسطين وخاضت من اجلها حروباً او صراعات، انها جميعا لم تستطع ان تصمد على شعار تحرير فلسطين اكثر من 10او 15 سنة، ثم انتقلوا جميعا الى شعارات التسوية الكاذبة، كامب ديفيد او اوسلو او التطبيع ام غيرها، فيما لا تزال ايران على شعاراتها الرئيسية وعلى رأسها فلسطين، صامدة منذ ثلاث واربعين عاما، بل منذ ستين عاما، حيث كان الامام الخميني يدين اسرائيل علناً وعلاقة شاه ايران منذ اوائل الستينات.
ان ثبات ايران على هذا المبدأ يدعونا لأن نتوجه الى الاخصام الشرسين والغارقين في الاوهام الى ان يعيدوا النظر في موقفهم، رغم اننا لا نتوقع ذلك لانهم فقدوا المصداقية، فضلا عن وضوح الرؤية، بل اننا نوجه اليهم الاتهام بشكل واضح لنقول:
ان وقوفكم في وجه ايران ليس حفاظا على عقيدة الامة، كما تدعون، وليس دفاعا عن مذهب اهل السنة والجماعة، وليس من اجل ادانة “لاخطاء” وخطايا الشيعة، فيما يعني صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم او اي شيء آخر، بل ان موقفكم نابع من تبعية للاميركي بشكل مباشر او بشكل غير مباشر عن طريق تبعيتكم للانظمة التي اوجدها الاستكبار الاميركي في بلادنا وجعلها قوة احتياطية يستعملها عند الضرورة ، وهذا ما نراه اليوم من خلال التطبيع الواضح او المقنع على حد سواء.
لقد اخترع اعداء ايران الثورة اوهاما واختلقوا اساطير، سخرت من اجلها طاقات هائلة من سياسيين واعلاميين وغيرهم، فاصبحت الاوهام بالنسبة لكثيرين حقائق دامغة يقاتلون من اجلها… ان اسرائيل ستنتهي بشكل يشبه المعجزة وستنال ايران شرف صمودها دون غيرها على شعار زوال اسرائيل.
وكما نضرب المثل دائما: لو ان خطيبا او قائدا قام في 4 حزيران 1967 وقال غدا ستهزم الجيوش العربية وستتهاوى كالكرتون امام جيش العدو لما صدقه احد، والآن يقول خطباء وعلماء كثر ان اسرائيل ستنتهي انتهاء هو اشبه بالاسطورة في وقت قريب، وان أحداً لا يصدقهم اليوم.
وبالتالي ستنقلب الموازين قريبا، والذين يخشون على “دين” المسلمين من التلوث بأفكار غير صحيحة، نقول لهم : اطمئنوا، ان الامر بيد الله، ولن يرضى لامة محمد صلى الله عليه وسلم الا الصحيح، وسيرتبط زوال اسرائيل بتصحيح الدين فكرا وأداءً، هذا من جهة، ومن جهة اخرى، تعادون المقاومة وايران خوفاً على دين المسلمين، وتحالفون عملاء اميركا واسرائيل بشكل واضح، كيف لعاقل ان يصدقكم؟؟؟.
واننا اذ نحيي ايران على ثباتها على شعاراتها: فلسطين، مواجهة الاستكبار الاميركي، الدعوة الى وحدة الصف الاسلامي، ودعوة العالم الاسلامي الى نهضة علمية وصناعية… الخ. نؤكد ان ما نشهده اليوم من مآس سببها النفوذ الاميركي البشع… فمثلا:
النفوذ الاميركي:
فلننظر الى لبنان وكيف يتم التفاوض مع المندوب الاميركي على ترسيم الحدود البحرية مع العدو الصهيوني، والجميع يعيش هاجس العقوبات الاميركية ويخشى مواجهة الضغط الاميركي ويحاولون جميعا القبول بالحد الادنى خوفا من الاميركي، فيما المقاومة تقول بكل عزة وكرامة لا نخشى الاميركي ولا نعترف بالحدود، ففلسطين وماؤها وبترولها لنا وليس للصهيوني.
الجرائم الاسرائيلية: اما ما حصل في نابلس خلال اليومين الماضيين فانه جريمة موصوفة، لو انه حصل في اي دولة في العالم لتحركت كل دوائر حقوق الانسان والمنظمات الدولية، ولكنه حصل في فلسطين، العدو اتهم وادان ونفذ، اين القانون والعدالة؟ سنفترض ان هؤلاء الابطال هم فعلا (ارهابيون) وفق التصنيف الاسرائيلي والغربي، فهل يجوز قتلهم بهذه الطريقة؟.
واذ ندين هذه الجريمة الاسرائيلية، فاننا في نفس الوقت نؤكد ان الصهيوني يخشى من هؤلاء الشباب ويحسب الف حساب لاعتقالهم خوفا مما يحملون من سلاح، وخوفا من شجاعتهم واقدامهم، فيعمد الى هذه الطريقة الاجرامية، السؤال الكبير: اين العالم الحر؟.
ثم نقول نحن نستغني عن العالم الذي يسمي نفسه عالماً حراً، ونعتمد على الله ثم على المقاومة ومحورها وأهلها وناسها، ونحيي كل المقاومين ونوجه التحية اليوم لشهداء الاقصى ومن يمثلهم ويدعم صمودهم.
الطفل ريان: ونفس الكلام نقوله عن الطفل ريان: نعم امر عظيم ما قامت به السلطات المغربية والجمعيات الاهلية، ولكن ماذا عن اطفال فلسطين واليمن وسوريا وغيرهم، اين المشاعر الانسانية؟ ولماذا تتحرك هنالك وتختفي هنا؟ الجواب بسيط ، لان المغرب دخل في عالم التطبيع مع الصهيونية، اذ ذاك يستحق اطفاله الاهتمام واستنفار كافة الفضائيات العالمية، وان يصبح الخبر كاسحا لكل المساحات البشرية…
هكذا تكون العدالة وهكذا تكون الانسانية؟؟؟.
رابط فيديو: خطبة الجمعة: 11-2-2022: https://youtu.be/na_WvpIRuJE