بسم الله الرحمن الرحيم
موقف سياسي أسبوعي: خطبة الجمعة:
بتاريخ 3 رجب 1443هـ الموافق له 4 شباط 2022م
الاحتلال الإيراني؟؟؟
تحاول المؤامرة الأمريكية- الصهيونية- الرجعية، أن تُدخل إلى الحياة السياسية اللبنانية هذا المصطلح الجديد (الاحتلال الايراني)، وتبذل من أجل ذلك جهدا كبيرا، وتنفق مالا كثيرا حتى هذه اللحظة لم تفلح المؤامرة ، ولن تفلح على الاطلاق باذن الله، لان الواقع، لا يخدم هذه الفكرة الكاذبة، فلا يمكن ان يصدق احدٌ هذه الكذبة باعتبار ان اللبنانيين، او جزءا كبيرا منهم اتخذوا قرارا بالمقاومة ودعمتهم ايران، وليس العكس، لم يكن القرار في ايران، والتنفيذ من اللبنانيين، لم يكن ذلك ابدا في اي فترة من الفترات، وبالتأكيد ثمة اكثر من خمسين بالمئة بالتأكيد من اللبنانيين وصولا الى 60 أو 70 بالمئة يؤيدون المقاومة وبقاء سلاحها طالما الخطر الصهيوني قائم وموجود، فكيف يكون احتلالا؟ كما ان ايران لم تتدخل يوما في قرار المقاومة لا علي الصعيد العسكري ولا على الصعيد السياسي، ولم تتدخل في اي شأن لبناني داخلي على الاطلاق ، ونحن نتحدث هنا عن خبرة تزيد عن اربعين عاما، فيما العكس هو الصحيح:
النفوذ السعودي:
اولا: هل حصل في تاريخ اللبناني ان تدخلت جهة خارجية في الحياة السياسية اللبنانية وألغت فئة سياسية رئيسية بقرار خارجي ولاسباب غير لبنانية، لم يحصل مثل هذا في اسوأ ايام غازي كنعان، مثلا، ان ألغى او حاول الغاء جهة سياسية وازنة ومنعها من ممارسة العمل السياسي، ولو ان ذلك حصل جزئيا فان الاصوات ترتفع مباشرة وتدين مثل هذا الامر وينكشف مباشرة.
ما فعله ابن سلمان في الغاء تيار المستقبل لم يحصل في تاريخ السياسة اللبنانية، والجزء الاكثر قبحاً، ان احداً من السياسيين المنظورين لا يستطيع ان يستنكر هذا الامر وان يدينه، بل يكذبون على انفسهم، وعلى جمهورهم، ويزعمون انه قرار شخصي للرئيس سعد الحريري، وكلهم يعرف الحقيقة.
ثانيا: محاولة فرض بهاء الحريري ليكون بديلاً بقرار خارجي، وانفاقه الهائل على وسائل اعلامية تكذب وتزور الحقائق وتهدد العيش المشترك وتحرض الفئات اللبنانية على بعضها، هل يستطيع احدٌ ان يضع حداً لها؟.
ثالثا: قصة جورج قرداحي وما تعني من تدخل سافر … الخ، ومثلها كثير.
على الصعيد الاميركي:
- التدخل في كافة الوظائف الكبرى، فعلى سبيل المثال، ان اكثر من ستين بالمئة من كبار السياسيين اللبنانيين يريدون تغيير حاكم مصرف لبنان، والاميركي يقف سداً منيعاً، كما اكثر من ستين بالمئة من السياسيين اللبنانيين والشعب اللبناني يريدون تغيير القاضي بيطار والاميركي يمنع… انه يستحيل ان يتم تعيين موظف كبير في اي قطاع من القطاعات الا باذن الاميركي.
- حجم السفارة الاميركي
- ة التي يتم بناؤها على مساحة 180الف متر مربع وبتكلفة مليار و 200 مليون دولار.
- مطار رياق ومطار حالات تحولا الى قاعدة عسكرية اميركية، ولا يستطيع احدٌ ان يعلم ماذا يجري في الداخل وماذا أو من يدخل او يخرج منه؟.
- يمنعون لبنان من استخراج النفط والغاز، ويتحكمون في ترسيم الحدود حتى يرضى الاسرائيلي.
- ان انخفاض سعر الدولار خلال الاسبوع الاخير، كان ايضا بقرار اميركي، لان الاميركي يعتبر ان الانتخابات في لبنان لا يمكن ان تجري ف في ظل تردي سعر صرف الليرة، فبعض من استقرار سعر الصرف امر ضروري قبل الانتخابات… ان الاميركي يتلاعب بأرزاق اللبنانيين جميعا، وهذا يزيدنا يقيناً.
اما الصهيوني فيتجول في الاجواء والمياه ويستخرج النفط والغاز وينشر عشرات شبكات التجسس … الخ.
لا يمكن ان تحصل اية مقارنة بين النفوذ الاميركي – الصهيوني في لبنان، وبين اي نفوذ آخر، ولا يحق لمن يدعي السيادة والاستقلال وحرية القرار اللبناني ان يتحدث عن احتلال ايراني مزعوم، فيما انه يسكت عن مظاهر النفوذ الاميركي – الصهيوني غير المحدود.
عندما تصبح السياسة مبتذلة الى هذا الحد، فعلى الدنيا السلام، ولكن حبل الكذب قصير، سينكشف كل شيء قريبا باذن الله.
رابط فيديو: خطبة الجمعة: 4-2-2022: https://youtu.be/PugIqsNMQPk