هشام ابو هواش: عنوان مرحلة…

بسم الله الرحمن الرحيم
موقف سياسي أسبوعي: خطبة الجمعة:

بتاريخ 4 جمادى الآخرة 1443هـ الموافق له 7 كانون الثاني 2022م

هشام ابو هواش

عنوان مرحلة…

هذا الانتصار الجديد الذي حققه الاسير الحر (هشام ابو هواش) على سجانيه الصهاينة المحتلين، يدل على ارادة صلبة، وعزم راسخ وايمان عميق، كذلك اخوانه الاسرى الاحرار الذين فروا من سجون الاحتلال وكذلك كل مجاهد يخاطر بحياته طاعناً او داهساً او مكبراً … الخ، لماذا يتمتع هؤلاء بالشجاعة والايمان والقدرة، فيما يحرم منها ملوك ورؤساء دول وقادة جيوش ومسؤولون كبار في عالمنا الاسلامي؟ ذلك ان الانسان يولد بصفات مختلفة، فهذا شجاع وذلك جبان ، وهذا كريم وآخر بخيل … الخ، بما تنقله الجينات عن الاباء والاجداد وبما يتعلمه من المجتمع… لكن الانسان قادر على ان يتغلب على الصفات الخَلقْية التي ولد بها بارادة وعزم، فهذا عمر بن الخطاب، مثلاً، يقول انه كان يعاني من صفتين سيئتين في شخصيته: الغلظة والبخل، ولكنه استعان بالله وتغلب عليهما، اما صفة الشجاعة فكانت تلازمه من الجاهلية ولكنه في الاسلام وضعها في المكان الصحيح.

وفي نفس الوقت يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم “استعن بالله ولا تعجز…” ، وبالتالي حمّل مسؤولية العجز للاسنان وليس للظروف ، كما يفعل الضعفاء، وبالتالي ان ابطال المقاومة في لبنان وفلسطين وغيرهما غذوا ذواتهم بالايمان ودروس اليقين ، فتغلبوا على نقاط ضعفهم واصبحوا ابطالاً… فيما الآخرون رضوا بالحياة الدنيا والمكاسب الآنية وتوهموا ان الاستسلام والانخراط في مشاريع الاعداء يؤمن لهم امن الحياة ويضمن لهم استمرارية حكمهم.

على الامة ان تجعل امثال هؤلاء الابطال هم القدوة التي ينبغي ان تتعلم منها الاجيال وان يقلدهم الفتيان والشباب.

الدولة السعودية الرابعة:

ان ما يفعله ابن سلمان هو تأسيس الدولة السعودية الرابعة ، بعد ان هزمت الاولى على يد جيش محمد علي المصري، والثانية انتهت بالخلافات الداخلية، والثالثة انتهت مبدئياً بوفاة الملك عبد الله… وان كانت الدولة السعودية الاولى قد تم انشاؤها بحلف بين الوهابية بقيادة محمد بن عبد الوهاب والقائد العسكري محمد بن سعود، فكان هذا الحلف الشيطاني الذي انشأ الدولة الاولى، فان الدولة الرابعة تؤسس الآن بين محمد بن سلمان وتركي آل الشيخ حفيد محمد بن عبد الوهاب: الحلف الاول قام على اساس التوافق بين المذهب الوهابي المستحدث وبين السطوة العسكرية التي يؤمنها محمد بن سعود، ليعطيه عبد الوهاب الغطاء الديني فيما هو يقوم بالسيطرة العسكرية واخضاع القبائل لسطوته.

لقد صبر المسلمون في العالم على الدولة السعودية رغم انهم يخالفون المذهب الوهابي بنسبة 90%، لان الوهابية رغم الاختلاف معها تؤمن الامن للحرم وتبعده عن الفساد وتشرف على اعماره بشكل معقول … اما الآن فلأي سبب يمكن ان يصبر المسلمون على الوهابية وعلى السعودية، فيما الحلف الجديد يقوم على الترفيه والفسق والاختلاط وكل الموبقات ، وصولا الى الماريجوانا التي اصبحت جزءا لا يتجزأ من الحفلات الفنية في جدة والرياض وغيرهما.

ان كان المسلمون قد صبروا طويلا من اجل حماية الحرم من الآفات ، فهل سيصبرون اليوم امام هذا الحلف الجديد المبني على الفساد ونشر الرذيلة في بلاد الحرمين؟ اننا امام هذا المشهد المؤلم، البشع، نقول ان كل هذا الضجيج الذي عبر عنه هذا الفساد المستشري، فضلا عن الحروب العداونية على اليمن وسوريا وغيرهما لن يدوم، (… فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ (17)) ( سورة الرعد).

بل اننا نعتبر ان ما يحصل نوع من العلامات التي تسبق النصر، وذلك بأن يفضح الله المتآمرين على الدين والدجالين، ويظهر في المقابل المجاهدون الحقيقيون والمسلمون الصادقون.

زعامة السنة؟

وفي هذا السياق نتألم لما يصيب الساحة السنية في لبنان ، وكيف يتحكم بها السعودي فينصّب من يشاء زعيما، ويحرم آخر من تلك الزعامة الموهومة حتى يتفاخر بها عملاء اسرائيل الذين لم يتقاعدوا ولم يتركوا جهدا لايذاء الوطن الا وفعلوه، وفي نفس الوقت نحمل قادة “الحريرية السياسية” مسؤولية كبيرة لان شعبية الرئيس الحريري، رحمه الله، خاصة بعد جريمة الاغتيال البشعة وصلت الى حيث لم تصل اي زعامة اخرى، ولكنهم استعملوها على غير طريق الرئيس الحريري في الانماء والتواصل وفتح القنوات مع كافة الجهات، وخاصة مع المقاومة، ففقدت شعبيتها وتجاوزتها الاحداث، نكاد نكرر في هذا الصدد بيت الشعر الذي قالته والدة ابو عبد الله الصغير عند خروجه من قصره في غرناطة:

ابك مثل النساء ملكاً مضاعاً        لم تحافظ عليه مثل الرجال

فلتصبح كل المغامرات الفاشلة هباءً منثوراً ولتبقى المقاومة واهلها حتى يأتي وعد الله.

البطل سليماني:

ومن جهة اخرى فاننا نستنكر ان تصف جهات تدعي انها اسلامية الشهيدين قاسم سليماني وابو مهدي المهندس بالارهاب والقتل والمجازر، فيما هم يعلمون تماما دور سليماني، خاصة في صمود غزة وانتصار لبنان وهزيمة المشروع التكفيري في سوريا والعراق، كأنهم بذلك يقولون ان المشروع التكفيري الاميركي هو مشروعنا مقابل مشروع المقاومة، ويصرون بعد ذلك على وصف انفسهم “بالاسلاميون”.

لله في خلقه شؤون…

رابط فيديو: خطبة الجمعة: 7-1-2022: https://youtu.be/w3V443-1jTA