بسم الله الرحمن الرحيم
موقف سياسي أسبوعي: خطبة الجمعة:
بتاريخ 9 ربيع الاول 1443هـ الموافق له 15 تشرين الاول 2021م
مؤامرة اميركية
صدرت الاوامر الاميركية الاسرائيلية للعميل سمير جعجع باحداث فتنة في لبنان، يستطيع جعجع ان يقدم اوراق اعتماد جديدة للمخططين من عرب واجانب، سيقول في اوراق اعتماده الجديدة هذه، لقد قمت بما لا يستطيع ان يقوم به فريق آخر، ممن عهد اليهم ان يحاربوا المقاومة، او ان يشوهوا صورتها او ان يشغلوها بالفتن الداخلية، ويفترض انه سيلاقي استحسانا من مشغليه.
نؤكد هذا لانه من الواضح ان جعجع تعمّد ان يظهر هويته وألاّ يختفي خلف أسماء او عناوين اخرى، هذا واضح من خلال مؤتمره الصحافي ومن خلال القناصة المدربين والمجهزين من الواضح انه يريد ان يعلم الجميع انه هو المسؤول عن هذه الفتنة، لانه جزء من مؤامرة دولية – عربية، وبالتالي فانه يتمتع بحماية كافية ليكشف عن هويته في هذا الامر… ثم يستنكر استنكارا خفيفاً وينفي مسؤوليته بطريقة دبلوماسية غير مقنعة، ثم يخترع اكاذيب بلسان من حوله ويلفق تهماً بأن المظاهرة كانت مسلحة، وأنهم كانوا يريدون اقتحام منطقة عين الرمانة “المسيحية” … الخ، ومن الواضح ان القناصة كانوا مجهزين ومدربين فيما ردة الفعل كانت عشوائية وغير مدروسة، مما يؤكد الفارق الكبير بين من حضّروا انفسهم ومن قام بردات فعل غير مدروسة، وان كنا نتمنى ان تترك الساحة للجيش ليلاحق القناصة دون تدخل من احد من المتظاهرين وانصارهم.
لقد كانت الشرارة من انحراف القاضي بيطار واخطائه الفادحة، وممارساته التي لا تشبه القضاء بشيء، وكان يفترض من الجميع ان يستنكروا تحيزه وانحرافه عن السلوك الطبيعي الذي ينبغي ان يسلكه قاض نزيه… وان حزب الله لم يقل كل شيء، ولعله من المناسب ان يكشف كل الحقائق للرأي العام.
وباعتبار ان تشابها كبيرا بين الاعتداء على المتظاهرين امس وبين باص عين الرمانة في 13 نيسان 1975، فهل هذه شرارة حرب اهلية جديدة؟ نقول: والله اعلم هنالك تشابه نعم ولكن ثمة فوارق كبيرة:
- ان الساحة “المسيحية” اليوم ليست مع السلاح والفتنة، وليست مع حرب اهلية جديدة، اذا استثنينا فريق جعجع او بعضه، وبعض الاصوات النافرة هنا وهنالك، فان الاكثرية المسيحية لا تريد حرباً اهلية وليست مؤهلة لخوض حرب تشبه حرب السنتين، فيما ان الرأي العام المسيحي عشية الحرب الاهلية كان مهيئا بما يشبه الاجماع لمواجهة خطر التوطين والوطن البديل الذي كان يعتبر خطرا حقيقيا، وفق ما تم اقناعهم به ووفق بعض المعطيات، التي كانت تساعد على مثل هذه القناعة التي رُوّج لها اميركياً بشكل واسع.
- لقد استعانت الميليشيات “المارونية” وقتها باسرائيل، ثم ثبت انها غدرت بهم بأبشع ما يمكن… اميركا لا تستطيع ان تقوم بالدور الذي قامت به اسرائيل عشية الحرب الاهلية.
- يفترض ان الساحة المقابلة، الساحة “الاسلامية” كما يفترض ان تسمى ، هي اليوم اكثر انضباطا مما كانت عليه عام 1975، ويفترض ان التجارب السابقة لجر المقاومة ومجتمعها الى فتن متعددة خلال السنوات القليلة الماضية، اثبتت ان المقاومة هي المستهدف الاول بهذه المؤامرة، ولقد تجاوزت الكثير من محاولات جرها الى فتن من انواع متعددة… ان قوة المقاومة تكمن بشكل رئيسي بضبط ردات الفعل وانضباط عناصرها وجمهورها.
- الاكثرية الساحقة من اللبنانيين لا تريد أي شيء يشبه الحرب الاهلية، وكأنهم قد تلقوا اللقاح ضد حرب داخلية جديدة.
- يمكن لموقف موحد مفترض من اللبنانيين ان يفضح المؤامرة وان يحاصرها امام الرأي العام الدولي.
- نحن نعلم بالتأكيد انه لن تتم محاكمة جعجع ولن يتم القبض على القناصة المحترفين وسيتم طي الملف بأبشع ما يمكن، لكن مسيرة المقاومة مستمرة، ولن تنحرف عن هدفها الرئيسي وهو مواجهة العدو الصهيوني والاستكبار الاميركي، رغم ان المؤامرة تشمل لبنان والعراق وفلسطين واليمن وحيثما وجد صوت يقول الموت لاميركا والموت لاسرائيل.
رابط فيديو: خطبة الجمعة: 15-10-2021: https://youtu.be/glMUYl2G-lY