بسم الله الرحمن الرحيم
موقف سياسي أسبوعي: خطبة الجمعة:
بتاريخ 2 ربيع الاول 1443هـ الموافق له 8 تشرين الاول 2021م
الخدمة العامة؟
لن يفلح الذين يتصدون للخدمة العامة، للشأن العام، الا ان يصلحوا نفوسهم وان يكون هدف عملهم هو ارضاء الضمير، ان وُجد، او السعي لمرضاة الله اولا… اما ما نشهده من تنافس على ابراز الاسماء وجعل الخدمة العامة مادة للتنافس السياسي، فانه يجعل هؤلاء في مكان اخر، من اراد خدمة الناس فانه يجب ان يقوم بذلك لوجه الله بشكل رئيسي، اما تلك الانانية والكبرياء والتعالي عن الناس كل ذلك يُفقد فكرة الخدمة العامة قيمتها.
لقد سمعنا مثلا عن زعيمين في نفس الحزب وفي نفس المنطقة يتنافسان في الخدمة العامة بطريقة المقايضة، هذه لك وهذه لي: تعطيني هذه واعطيك تلك، هذه مقابل تلك، هذه ليست خدمة عامة، هذه انانية واهداف شخصية.
نفس الامر نقوله لمن يحاولون حل مشاكل المولدات بضبط الاسعار وتركيب العدادات، ونُقدّر ما يقومون به من جهد، ولكن ان لم يكن صاحب المولد يفضل ان يفرج عن الناس طمعا بالدعاء والثواب على مراكمة الاموال والثروات، فلن يُفلح قانون ولن تفلح قرارات، هذا مع العلم ان اصحاب المولدات لن يكونوا بديلا عن الدولة وعن المشاريع التي تعرض على لبنان فيرفضها خوفا من العقوبات الاميركية،
كما يؤسفنا ان يتكلم البعض، بكل وقاحة، عن احتلال ايراني، في الوقت الذي تعرض فيه ايران كل امكانية للمساعدة واحيانا دون مقابل، او مقابل اسعار رمزية، فيما السعودية ترفض التعاون، ترفض استقبال الرئيس ميقاتي رغم الوساطات الفرنسية والعربية وغيرها، بحجة ان اللبنانيين لم يخلصوا لها، فيما يستمر دعمها لاعداء المقاومة الذين لهم تاريخ “عريق” في العمالة مع إسرائيل، لقد اختلطت الامور وضاعت المقاييس.
رابط فيديو: خطبة الجمعة: 8-10-2021: https://youtu.be/h6uA_abhKqE