بسم الله الرحمن الرحيم
موقف سياسي أسبوعي: خطبة الجمعة:
بتاريخ 3 صفر 1443هـ الموافق له 10 ايلول 2021م
احرار فلسطين
ستة من ابطال فلسطين احرار، في مقابل امة اكثرها من العبيد الخانعين، الايمان الذي ملأ قلوبهم ووضح رؤيتهم جعلهم يصممون بارادتهم الصلبة على الحرية مهما كان الثمن، الصهيونى مربك، ويتحدث عن فشل ذريع لكل الإجراءات التي اتخذها في هذا السجن (الجلبوع) الذي يعتبر اكثر السجون تحصينا، وزاد اهمية ما فعلوه ان احد هؤلاء الابطال (محمود العارضة) من حفظة القرآن، ويزيد من الاهمية ان عملهم هذا استغرق وقتا طويلا وان اداتهم كانت مجرد ملعقة، وصولا الى قدرتهم على التخفي والابتعاد دون ان ينال منهم الصهاينة او زبانية السلطة، لقد فتحوا ثغرة كبيرة من الامل في مستقبل هذه الامة.
ويشتد اعتزازنا بهؤلاء الابطال عندما نقارنهم مع اصحاب الثروات المكدسة والجيوش الصدئة والإمكانيات الهائلة الذين يتسابقون الى التطبيع والذل والاستسلام ليثبت الابطال ان الحرية هي قرار يتخذه الانسان قبل اي شيء، هؤلاء قرروا ان يكونوا احرارا واولئك قرروا ان يكونوا عبيدا لشهواتهم ومصالحهم … الخ. ولقد جاءت هذه العملية البطولية بعد مقتل صاحب الكلمة الجريئة (نزار بتات)تحت التعذيب في سجون السلطة، وكان تعويضا عن هذا الخلل الكبير الذي حصل.
وفي لبنان:
وليس بعيدا عن هذه الصورة ما يحصل في لبنان، حتى لو تشكلت الحكومة اليوم بعد حوالي عشرة اشهر من التعطيل ، ومهما كان شكلها والاسماء المشاركة فيها فاننا لا نعفي المعطلين بأنهم كانوا خلال هذه الفترة اسرى اهوائهم ومصالحهم الضيقة، ولم يكن التأخير من اجل المصلحة العامة على الاطلاق، ولو انهم تحرروا من انانياتهم واوهامهم لكان لبنان في احسن حال.
كما ظهرت التبعية والعبودية للمصالح الضيقة وللاجنبي بأبشع الاشكال عندما تشدق اصحاب شعار الحرية والسيادة والاستقلال وتحججوا بمنع اية علاقة مع سوريا باختلاق اعذار واهية، فلما اذنت السفيرة الاميركية اذا بالوفد الحكومي يتشكل، هؤلاء الاقزام الصغار الذين لا يمكن ان ينتج منهم خير للوطن ولا حتى لطوائفهم واتباعهم ، هذه النفوس الذليلة الخانعة التي تقدم مصالح الاميركي بل والصهيوني على اية مصلحة وطنية.
وعلى رغم كل شيء، نتمنى لهذه الحكومة ان تتمكن من اتخاذ القرارات التاريخية التي تخرج لبنان من الاوضاع التي نحن فيها دون ان تتنازل عن الثوابت الملازمة لوجود الكيان اللبناني.
رابط فيديو: خطبة الجمعة: 10-9-2021: https://youtu.be/e1NsWtTG4DM