بسم الله الرحمن الرحيم
موقف سياسي أسبوعي: خطبة الجمعة:
بتاريخ 12 محرم 1443هـ الموافق له 20 اب 2021م
اميركا اذكى من عملائها
لا شك ان مشهد عملاء اميركا واسرائيل يشبه الوصف القرآني الواضح عن احابيل الشيطان ودسائسه ، حيث يتنصل في آخر الامر من ابتلاء { كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ (16)} (سورة الحشر).
وآيات كثيرة بهذا المعنى…
ان كان مقياس الذكاء هو المصلحة، فمما لا شك فيه ان اميركا اذكى من عملائها، فهي لا تقيم وزناً لعملائها مهما قدموا من “تضحيات” عندما تلوح مصلحتها في الافق، وقديما قال الاستعمار الحديث وعلى لسان كبار قادة الاستكبار العالمي: ليس لنا اصدقاء او اعداء دائمون، لدينا مصلحة دائمة.
هذا باختصار، فالنتيجة من انسحاب الاميركيين من افغانستان بالطريقة المذلة رأيناها جميعا، والمؤسف اننا نراها في لبنان اليوم رغم ان الدرس الافغاني لا يزال ماثلا في الاذهان وحياً على الشاشات، هذا فضلاً عن المشاهد المتكررة من فيتنام الى جنوبي لبنان الى ما لا يحصى من المشاهد المتكررة.
وبعد كل هذا نرى في لبنان سياسيين مزعومين يحذرون من استقدام النفط الايراني خوفاً من العقوبات الاميركية؟؟؟.
اميركا نفسها، حتى هذه اللحظة تصرفت بطريقة ذكية، فها هي تعلن عن استقدام الغاز المصري عن طريق الاردن وسوريا، رغم قانون قيصر المجرم، وقد اوعزت الى الاردن بارسال مساعدات الى لبنان ايضا، يعني الاميركي يحاول ان يلتف وان يزايد على النفط الايراني، فيما عملاؤه الصغار يحذرون من العقوبات، فعلاً هم صغار جداً، سنسمح لانفسنا بتخيّل المشهد فيما لو كان هؤلاء الصغار كان موقفهم مختلفاً، فيما لو وقف الجميع دون تردد كالنائب (سيزار معلوف) مثلاً، وقالوا الاهم هو شعبنا وكرامته وحاجاته وليس الاميركي وعقوباته ونزواته ومغامراته الفاشلة، فيما لو وقف الجميع هذا الموقف، هل كان الاميركي يجرؤ على الوقوف في وجه المصلحة اللبنانية؟ سواء كان النفط من ايران او من فنزويلا او من طالبان، او من اية جهة على سطح الارض؟.
المشكلة ان الصغار يبقون صغاراً حتى لو حاول الجميع ان يقنعوهم انهم اصبحوا كباراً.
وعلى الجميع الآن مواكبة سفينة النفط الايرانية ومراقبة ردات الفعل، وهل سيقوم زبانية اميركا مثلاً باغلاق قناة السويس او باغراق السفينة مثلاً بطريقة مخابراتية او بالاعتداء عليها علناً؟ علينا ان نترقب ردات الفعل لنقيم الحجة على العملاء وعلى الاصدقاء كما على الضعفاء الذين يكثرون الحديث عن السيادة والديمقراطية وحقوق الانسان، وهم ابعد ما يكونون عن ذلك.
اننا في تحد حقيقي تحت عنوان: هل ستسمح المؤامرة العالمية على لبنان لسماحة السيد ان يكون مفتاح الحل، فيما تهدف المؤامرة الى تصويره على انه سبب المآسي والشقاء؟ هنا التحدي الكبير!!! وسننتصر باذن الله رغم تكالب الاعداء علينا.
عاشوراء:
يمكن لعاشوراء ان تكون بابا لوحدة المسلمين بل لدفع البشرية كلها نحو الامام ان امسك مجالسها العقلاء والذين يخافون الله، كما يحصل الآن يتخرج من مجالس عاشوراء ابطال صادقون يحملون في قلوبهم هم الامة، وعلى رأس اولوياتها فلسطين ووحدة الامة ومواجهة الاستكبار، وليس حروب الزواريب وصغائر الامور والمذهبيات الضيقة.
ونستطيع ان نقول لا يوجد في عالم اليوم سنة وشيعة بالمعنى التاريخي : فالمجموعات الشيعية في التاريخ كان همها الخصوصية الشيعية وحقوق الطائفة، اما شيعة اليوم فيحملون لواء فلسطين ووحدة الامة ومواجهة الاستكبار العالمي ، وهذا لم يحصل في التاريخ ، فيما عالم السنة اليوم لا يوجد فيه من يمثل الاسلام كدولة وكقيادة، يعيش السنة النظرية الاسلامية وليس هنالك من تطبيق عدا حركات المقاومة التي تجاوزت الحاجز المذهبي الضيق.
رابط فيديو: خطبة الجمعة: 20-8-2021: https://youtu.be/2KlTZcHCLJo