بسم الله الرحمن الرحيم
موقف سياسي أسبوعي: خطبة الجمعة:
بتاريخ 6 ذو الحجة 1442هـ الموافق له 16 تموز 2021م
الفرج قريب باذن الله
حج دون حجيج، للعام الثاني على التوالي، ولا حول ولا قوة الا بالله، انها عقوبة ربانية، او امتحان لايمان المؤمنين وصبرهم، كما هو امتحان للبشرية كلها وكأن الله يقول للناس جميعاً:
ايها الانسان تتكبر وتتغطرس وتبني وتعمر وتسافر وتقتل وترفّه نفسك على حساب الفقراء…الخ، فقد آن الآوان ان تعلم انك ضعيف امام الله وامام مخلوقاته اذا اراد ان يُخضعك لارادته.
ولكن للاسف لم نر حتى اليوم ان البشرية تعلمت من هذا الدرس ولا يزال كثيرون في كبريائهم وعنجيتهم بعيداً عن امر الله ونواهيه غارقين في الفساد وعلى انواعه … الخ.
وكذلك في لبنان لم نسمع حتى الآن صوت التضرع الى الله بأن يرفع هذا البلاء الا ذلك الدعاء من على المآذن قبل او بعد الاذان.
رغم كل ذاك نقول الفرج قريب باذن الله.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ازمة لبنان: اسرار لا يعرفها أحد:
خلف كل من “المعطّلين” اسرار لم يستطع ان يكشفها احد حتى الآن، ولكن من حيث الظاهر فان السبب الذي يدعو الرئيس عون الى التعطيل ورفض كل التشكيلات التي قدمت له، هو ذلك الحقد الدفين الذي يكنّه لاتفاق الطائف، خاصة لما تضّمنه من تقليص لصلاحيات رئيس الجمهورية، وكأنه يريد ان يمارس ممارسة تثبت انه قوي وانه يستطيع ان يمارس صلاحيات رئيس ما قبل الطائف، وذلك ، اعتراض عملي، رغم انه يعلم تماما انه قد انتخب وفق الدستور الذي هو اتفاق الطائف، وانه لولا التوافق والتسوية الرئاسية لما وصل الى سدة الرئاسة، فعليه اولا ان يحترم الشكل الذي اتى به الى الرئاسة فضلاً عن انه لا يمكن ان يمارس تناقضاً مع الاتفاقات التي جعلته رئيسا، وهو يعلم والكل يعلم، بل انه مارس التوافق، حيث ان لبنان لا يحكم الا كذلك ولا يمكن لجهة واحدة ان تستأثر بالحكم، فكيف ان كانت فئة لا تمثل الا قليلا من الجمهور اللبناني؟ خاصة بعدما ظهر منها ما لم يكن متوقعاً، ولقد خيبّت كل الآمال التي كانت معقودة عليها.
وللاسف نقول ان كان فخامة الرئيس يريد ان يثبت ان الذي يُربك المشهد السياسي هو صلاحيات الرئيس المنقوصة، فان الامر يذهب الى عكس ما يريد:
ان هذه الممارسة ستدعو اللبنانيين في المؤتمر التأسيسي القادم، ان حصل، الى مزيد من تقليص صلاحيات الرئيس، فان الرأي العام اللبناني يقول الآن ان كان الرئيس بصلاحيات ما بعد الطائف يمكن ان يكون مسيئا للبلاد بهذا الشكل، فكيف سيكون الحال ان كان يتمتع بصلاحيات واسعة؟؟؟ للاسف الشديد، هذا الذي يحصل، وان الرئيس وفريقه يحدثون ضررا فادحا في منصب الرئيس وما يمثله من قيم ومعنويات للطائفة المارونية… ولن نتحدث عن اوهام البحث عن مستقبل جبران السياسي، فان كان الامر كذلك فانها الطامة الكبرى.
اما الرئيس الحريري فانه لا يزال اسيراً مقيداً طالما انه لا يستطيع ان يتحدث عن اعتقاله في السعودية ولا يستطيع ان يصارح جمهوره بحقيقة ما حصل، ولا يستطيع ان ينتقد سياسة ابن سلمان ولا يستطيع ان يضع النقاط على الحروف، بل انه يدافع عنه ويبرر له حروبه العدوانية واعماله المستنكرة، ان الجمهور عند ذلك ليس ملزما ان يصدّق ما يقول لانه مقيد باسرار لا تعنيه كشخص، بل تعني كل لبناني وخاصة الذين سمّوه للرئاسة الثالثة.
نعم في مواجهة صلف واستكبار رئيس الجمهورية وفريقه تشعر بتعاطف مع الرئيس الحريري وتشعر انه مظلوم مستغل، ولكن في نفس الوقت عندما نطّلع على ادائه، ونستمع لكلامه وتناقضاته، لا تشعر ابداً انه مسؤول تستطيع ان تطمئن انه يأخذك الى المكان الصحيح اذا تولّى المسؤولية.
وان ابشع التناقضات في كلامه اعلانه عدم رضاه عن حكم المحكمة الدولية، ثم يدعو الى محكمة دولية اخرى في شأن المرفأ… والسؤال اي عاقل أو أي (000) يمكن ان يصدق ان حكم المحكمة الدولية في شأن اغتيال الرئيس الحريري هو حكم صحيح في مكانه؟.
وانه لمن المضحك المبكي ان وضعه المربك هذا يدعو فخامة الرئيس الى مزيد من الاستعلاء عليه، فيما انه لو عمد الى استيعابه في وضعه هذا لكان خيرا للجميع، ولكنها الانانيات والاوهام واحلام اليقظة، وللاسف الشديد، وطالما ان الاسرار تحيط بأزمتنا السياسية من كل جانب، فلا بد ان نعود الى الاصل: ان الجميع يظهر وكأنه اداة بيد المؤامرة لاميركية كلٌ ينفذ الجزء الموكل به من حيث يدري او لا يدري، والمؤامرة مستمرة والاميركي والصهيوني منتصران في هذه الجولة، حتى ينتبه اللبناني الى خطورة ما يحصل وحتى يعلم هواة السياسة ان قطع الطرقات والتظاهرات الصاخبة والضجيج، ان كل ذلك لن يقرب الحل ولن تزيد الازمة الا تعقيدا ولن يزيد الاوضاع الا تأزماً.
ولا حول ولا قوة الا بالله.
رابط فيديو: خطبة الجمعة: 16-7-2021: https://youtu.be/jxQAiVjlQ1c