انتصار جديد

بسم الله الرحمن الرحيم


موقف سياسي أسبوعي: خطبة الجمعة:

بتاريخ 8 ذو القعدة 1442هـ الموافق له 18 حزيران 2021م

انتصار جديد

انتصار جديد حققته المقاومة من خلال اخضاع العدو الصهيوني لمعادلة الردع التي ارستها المقاومة من خلال معركة سيف القدس المظفرة، فإذا بالعدو الصهيوني يتصل بكل الجهات التي يمكن ان تتوسط مع المقاومة في غزة حتى لا تصعّد مقابل تخفيف عدد المشاركين في مسيرة الاعلام الى اقل عدد ممكن، والابتعاد عن المسجد الاقصى بالقدر الذي لا يعتبر استفزازا، هو نصر جديد ارسته المقاومة وأخضعت العدو الصهيوني ومن يدعمه للمعادلة الجديدة التي تحدث عنها السيد حسن نصر الله: ان اي انتهاك للمقدسات الاسلامية او المسيحية سيعني حربا اقليمية يشارك بها محور المقاومة من كل الجهات.

نحن من دون شك في افضل موقف منذ تأسيس الكيان منذ 73 سنة، والقافلة تسير، قافلة المقاومة ولن يضرها المخالفون والمثبطون الذين يُظهرون ابشع المواقف من خلال اعلامهم المقزز.

ومن هنا نقول لا بد ان نؤكد المفاهيم التي يرتكز عليها صراعنا مع الاحتلال الصهيوني، ونؤكد مرة اخرى ان فكرة الشعب المختار تعني بالنسبة لبني اسرائيل امرْين رئيسين:

اولا: انهم لن يعذبوا حتى لو علموا يقينا ان محمد صلى الله عليه وسلم هو النبي الذي ينتظرونه، فحتى لو كفروا به عن علم فان اكثر ما يعذبون به سبعة ايام { ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ وَغَرَّهُمْ فِي دِينِهِمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ (24)} (سورة آل عمران)، عذابا خفيفا، من اجل ذلك كفروا بسيد الانام محمد صلى الله عليه وسلم رغم ان صفاته كلها مذكورة في كتبهم بل وصفات اصحابه والمدينة التي سيخرج منها … الخ، وبالتالي هم يعلمون انهم على ابلاطل ولكنهم لن يعذبوا لانهم (شعب اللهى المختار) حسب افتراءاتهم.

من اجل ذلك جاءت قبائل (قينقاع والنضير وقريظة) وسكنوا في يثرب قبل ان تصبح المدينة المنورة انتظارا للنبي، الا أنهم لم يعلموا، او انهم لم يتوقعوا، او ان احبارهم اخفوا ان النبي الجديد سيكون عربيا وليس يهوديا، عند ذلك كفروا به رغم يقينهم انه النبي الذي ينتظرونه.

والأمر الثاني: ان بقية المخلوقات من غير الشعب المختار هم حيوانات لخدمة الشعب المختار، وإنما خلقوا على شكل بشر فقط ليستأنس بهم اليهود، من اجل ذلك يباح لهم قتلهم وسرقتهم وإذلالهم وظلمهم، وعلى هذه القاعدة يتمادون بجرائمهم واحتلالهم … الخ.

اما فكرة الارض الموعودة فلقد تم تزويرها ايضا، وعدهم الله بالأرض المقدسة وكانت مملكة داوود ثم سليمان ثم غضب الله عليهم لظلمهم وفرض عليهم التشريد حتى يأتي موعد اجتماعهم الثاني الذي هو يوم الذبح، حسب تعبيرهم، يجمعهم الله في ارض فلسطين { جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًا } لتكون نهاية كيانهم المبني على الكذب والدجل … الخ.

الذي يجعلنا نكرر هذه المفاهيم ونؤكدها، ان معركة سيف القدس المظفرة جعلت هذه المفاهيم أوضح، وجعلت الصهاينة يتكلمون عنها علنا في اعلامهم، في مقابل هذا الانتصار يرزح كثيرون من أمتنا تحت ثقافة الهزيمة والتخلف، فعندما يسمح مثلا لخمس وستين الفا بحضور حفلة الفنانة (نجوى كرم) في الرياض بقرار من هيئة الترفيه الرسمية، فيما لن يسمح لأكثر من ستين الفا بالحج هذا العام ومن الداخل فقط، فان هذا يدل على التخلف والهزيمة، كأن الكورونا لا تنتقل إلا خلال الحج اما الحفلات الفنية فإنها تتمتع بمناعة خاصة.. معنى ذلك ان ثمة تشويهاً حقيقاً للنظرة الى مستقبل الأمة وانحرافاً خطيراً في مقاييس التقدم والتطور.

ان ثقافة الهزيمة هذه تبثها وسائل اعلام الجهات الخاضعة للذل الاميركي والصهيوني، ولن تستطيع كل تلك الجهات ان تقف في طريق المقاومة ووعد الله الذي اصبح قريبا بإذن الله تعالى.

رابط فيديو: خطبة الجمعة: 18-6-2021: https://youtu.be/foOycxZYgKM