الشعب المختار؟

بسم الله الرحمن الرحيم


موقف سياسي أسبوعي: خطبة الجمعة:

بتاريخ 1 ذو القعدة 1442هـ الموافق له 11 حزيران 2021م

الشعب المختار؟

يختلط الامر عند كثيرين فيقرأون بعض القرآن ويعرضون عن تفسيره، رغم ان الآيات واضحة بصدده، فماذا تعني فكرة الشعب المختار في القرآن الكربم؟:

اولا: تفضيل بني اسرائيل كان مؤقتا في فترة معينة، ثم تحوّل الى لعنة وغضب بسبب اعمالهم المنكرة.

ثانيا: ان التفضيل ليس بالعرق او بالنسب بل بالعطاء، لقد اعطاهم الله تعالى ما لم يعط احدا من العالمين فأيد انبياءهم بمعجزات عظيمة واهمها: شق البحر لبني اسرائيل وانقاذهم من عدوهم، كما ايد موسى بالطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم آيات مفصّلات حتى يخضع آل فرعون الى الحق، كما خصصهم بنبيْين ملكيْن مما يسهل على النبي مهمته (داوود و سليمان)، وهذا لم يحصل في فترة اخرى من التاريخ، فيستطيع النبي ان يضع الشريعة موضع التنفيذ، بدلا من ان يهرق وقته في مواجهة الحاكم او السلطة، كما جعل لهم في كل قرية وكل حي نبياً يدلهم على الحق بحيث لا يحتارون في اعمالهم وأفكارهم، ولكنهم احتالوا عليهم وقتلوهم حتى يتخلصوا من رقابتهم الدائمة…الخ.

اذن التفضيل بالعطاء وليس بالنسب.

ثالثا: وكان من المفترض ان تفضيل بني اسرائيل مثل تفضيل الامة الاسلامية اي انه تفضيل مرتبط بالقيام بالمهام الموكلة اليهم: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ (110)} (سورة آل عمران).

وبقية الآيات تضع النقاط على الحروف والأمر واضح اصلا كما قال تعالى لإبراهيم عندما قال له {وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ (124)} (سورة البقرة)، اي ان عهد الله لإبراهيم لا يصل لمن ظلم من ذريته … الخ، وبالتالي عندما ظلم بنو اسرائيل لم يعودوا اهل فضل وتفضيل وأصبحوا اهل غضب ولعنة.

اما في مفهوم الصهاينة فالموضوع يحتاج الى لقاء آخر.

 

 

العبودية لله:

ارسل الله الرسل ليخلص الناس من العبودية والذل لغير الله، وكل قصص القرآن تتحدث عن ظلم الاقوياء والمستكبرين  وظلم الاغنياء وفساد المترفين…

اهلنا الابطال وإخواننا المجاهدون في فلسطين يضطرون لازجاء الشكر للحكومة المصرية رغم الدور المصري الواضح في حصار غزة وتدمير الانفاق والتشديد على المسافرين من غزة الى مصر وبالعكس حيث يتم ايذاء المسافرين واهانتهم، بحيث يستغرق سفر المسافرين عندما يؤذن لهم بعد حظر يستمر عدة اشهر، يستغرق سفر الغزي ثلاثة ايام بلياليهما عوضا عن عدة ساعات بسبب التفتيش والإجراءات التعسفية … الخ، وهذا يقع تحت قوله تعالى: {… فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ …}.

اما هنا في لبنان فهل تنطبق علينا نفس القاعدة الشرعية؟ اننا نستذل لمن يملك المال والجاه فلننظر الى هذه المعادلة الظالمة:

“امير” يهرب ملايين حبات الكبتاغون بطائرته الخاصة، يعاقب عقوبة خفيفة ويتصرف في سجنه بحرية كبيرة بحيث يستقدم وجبات الطعام الفاخرة على مدار الساعة …الخ، ولا يدفع الغرامة التي عليه ولا تقوم دولتنا او الجهات المعنية بأي موقف تجاه العائلة المالكة او السلطة التي تغطيه.

لكن عندما تهرّب كمية محدودة في بعض حبات الرمان، تقوم الدنيا ولا تقعد وتحظّر الصادرات ويحارب لبنان، كل لبنان، بسبب خطأ من جهة مجهولة، وقد تكون جهة مخابرات قامت بها عمدا ليحصل الذي يحصل، ولأننا فقراء ومستضعفون لا نستطيع ان نقول الحق وان نحاسب الجهة الظالمة، ولان الذي يملك المال والسلطة يظلمنا ويؤذينا، نحن مضطرون لتقديم فروض الطاعة والسجود لصنمه (المال)، لقد جاء الاسلام ليخلصنا من الذل والوثنية والتبعية، فإذا الذين يزعمون انهم يمثلون الاسلام يذلون الناس بغير حق ويشاركون الصهيوني والأميركي بالحرب على الشعب اللبناني لأنه يحتضن المقاومة، ليس لنا في ذلك إلا الله نتوجه اليه ان يخلصنا من هؤلاء الطغاة الظالمين ومن المحتلين والمتآمرين على الوطن كائنا ما كانت هويتهم وقدراتهم.

رابط فيديو: خطبة الجمعة: 11-6-2021: https://youtu.be/qV6PfxDQVkY