كلمة سماحة الشيخ ماهر حمود في الذكرى الثانية والثلاثين لرحيل الامام الخميني رحمه الله

بسم الله الرحمن الرحيم

كلمة سماحة الشيخ ماهر حمود في الذكرى الثانية والثلاثين لرحيل الامام الخميني رحمه الله:

 

بانتصار غزة وفلسطين انتصر الامام الخميني أيضا، حيث كانت فلسطين والمقاومة والقدس تحتل جزءا رئيسيا من فكره وجهاده وفتاواه، بل كانت الرقم الأول في سلم أولوياته: وفي ذكرى وفاته الثانية والثلاثين لا يزال موجودا بيننا بالثورة والدولة التي أسسها بقيادته وقيادة القائد خامنئي حفظه المولى.

في هذه المناسبة توجد عدة رسائل:

الاولى: لإخواننا وأهلنا الشيعة: لا ينبغي لأحد ان يختزل الامام الخميني، ونؤكد من ان يقدم كزعيم إيراني او كمرجع ديني لاجتهاد محدد، بل هو قائد سياسي عالمي مجدد للحياة السياسية ومجدد للممارسة الإسلامية المعاصرة،  وهو ملهم لكل المستضعفين في العالم.

الثانية: لأهلنا وإخواننا في العالم الإسلامي: لقد استطاعت المؤامرة ان تحاصر الامام الخميني وتمنع العالم الإسلامي من ان يستفيد من قيادته وبصيرته ومنهجه التجديدي الثوري المميز، وذلك بتضخيم الخلاف المذهبي وبالكذب والادعاء ان هذه الثورة مذهبية وقومية ذات اهداف مشبوهة حتى وصل البعض الى القول ان الامام الخميني شاه بعمامة، ولا يزال هنالك متسع من الوقت لاستداراك هذه الخطيئة، فلن توجد نظرية سياسية او اي اجتهاد إسلامي اخر يمكن ان تكون إسلامية فعلا إلا بإتباع هذا النهج الذي على رأسه فلسطين ويدعو الى وحدة الامة والى مواجهة الاستكبار العالمي تحت شعار لا شرقية ولا غربية، ومن دون هذه الشعارات الصادقة لن يكون هنالك عمل إسلامي حقيقي.

للأسف فقد حصل ما حصل مع سيدنا شعيب عليه السلام: ﴿ وَيَا قَوْمِ لَا يَجْرِمَنَّكُمْ شِقَاقِي أَنْ يُصِيبَكُمْ مِثْلُ مَا أَصَابَ قَوْمَ نُوحٍ أَوْ قَوْمَ هُودٍ أَوْ قَوْمَ صَالِحٍ وَمَا قَوْمُ لُوطٍ مِنْكُمْ بِبَعِيدٍ (89)﴾هود.

والى إخواننا في حركة الاخوان المسلمين نقول: لقد حان وقت التغيير، ان ابطال غزة من حركتي حماس والجهاد هم جميعا أبناء هذه الحركة العريقة الواسعة الانتشار، ولكنهم اصلحوا وجددوا ولم يقعوا في غياهب المذهبية ولا تحت التبعية للمترفين والفاسدين، فليكن التجديد لهذه الحركة العريقة على طريقة السنوار ومحمد ضيف وأبو عبيدة وفتحي الشقاقي وزياد نخالة وإسماعيل هنية وإخوانهم جميعا.

لقد استفاد الامام الخميني من هذه الحركة التاريخية وأمر بترجمة كتب روادها، ولا يزال القائد الخامنئي يعلق املا كبيرا على هذه الحركة، فلا بد من نهضة تنفض غبار العصبية المذهبية والتبعية والانخراط في مشاريع مشبوهة اقل ما يقال فيها انها مشاريع أميركية واضحة او مستمرة، سيان.

ولا يمكن لفكر إسلامي ناضج تعلمناه وتربينا عليه ان ينخرط بهذه المشاريع المشبوهة، في سوريا او اليمن وغيرهما…

الى إخواننا وشركائنا في الوطن: نكرر قوله تعالى: {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ (64)} (سورة آل عمران)وقوله تعالى {وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَأُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (46)} (سورة العنْكبوت).

ان انتصار الإسلام الحقيقي هو انتصار للمسيحية الصحيحة وانتصار للمسيحيين، ان انتصار غزة هو انتصار للقدس، يعني هذا انتصار للمسجد الأقصى ولكنيسة القيامة ولكنيسة المهد أيضا، هو انتصار للجامع الازهر ولكنيسة القديس بطرس ولبكركي ووادي قنوبين أيضا… وان نموذج المطران عطالله حنا والأب مانويل يوسف والمطران كبوجي ينبغي ان يعمم على العالم المسيحي حتى نسير جميعا على طريق القدس وطريق التحرير…. والحمدلله رب العالمين.