نصرٌ على طريق التتبير

بسم الله الرحمن الرحيم


موقف سياسي أسبوعي: خطبة الجمعة:

بتاريخ 9 شوال 1442هـ الموافق له 21 ايار 2021م

نصرٌ على طريق التتبير

خطوة مقدسة نحو التتبير، والتتبير هو اللفظ القرآني الذي يعبّر عن نهاية الكيان  الصهيوني، لقد حققنا بحول الله نصرا مؤزرا وأُذلّ بنو اسرائيل وأعوانهم وخضعوا لشروط المقاومة، وان الذي تحقق ليس قليلا:

اولا: وهو الاهم تكامل وتواصل ووحدة الشعب الفلسطيني من الداخل المحتل الى الضفة الى القدس بأحيائها وغزة الابية وكامل الشتات الفلسطيني، وهذا ليس انجازا بسيطا، فلقد حاول العدو الصهيوني ان يحدث فرزا بين فئات الشعب الفلسطيني جغرافيا وانتماءً، فإذا بالشعب الفلسطيني يتوحد ويشارك بالمقاومة، كل حسب قدرته وإمكانياته وبقيت قلة ذليلة لا قيمة لها قابعة في زوايا الذل وأوهام السلام.

ثانيا: فاجأت نيران المقاومة كل التوقعات وشملت كافة مساحة فلسطين المحتلة، والمهم ان بناء هذه القوة الجادة كان في ظل حصار حاقد وتجويع ومحاولة اذلال اهل غزة، ولكن الارادة والعزم والتصميم حطمت كل هذه العوائق والحواجز وأثبتت ان المقاومة جادة وواعية ولا تعتمد فقط على الكلام.

ثالثا: انتصر انصار فلسطين في كل العالم، انتصر محور المقاومة بما يمثله من افكار وأبعاد وبما يرمز اليه من وحدة الامة وتحطيم الحواجز المصطنعة سواء كانت مذهبية او قومية او جغرافية وما الى ذلك، وهذا الانتصار يمهد لجولة اخرى قد تكون الجولة النهائية او ما قبلها بقليل، وان هذا الانتصار ارتكز على غرفة عمليات مشتركة فاعلة تمثل جميع المقاومين.

رابعا: اهتزت اركان الكيان الصهيوني من جذورها، وأصبح الصهاينة يتحدثون عن الزوال في صحفهم وحواراتهم اليومية وأصبحت هذه الكلمة جزءا من الثقافة العامة في الكيان الصهيوني، ولعل التعبير الاصح هو خروج هذه الفكرة الهامة الى السطح بعد ان كان الصهاينة يحاولون اخفاءها، ظنا منهم ان اخفاء الحقيقة يمكن ان يغيرها.

ونحن هنا نتمنى ان تصبح كل الشعارات المرحلية خلف ظهورنا، اتمنى ان تصبح عبارات مثل حقوق الشعب الفلسطيني وحق العودة وحل الدولتين وما الى ذلك عبارات منسية، وان تصبح العبارة المعتمدة هي التتبير او الزوال او الذبح  حسب تعبير الصهاينة انفسهم.

 

خامسا: تأكد لدى الجميع، لدى العدو كما لدى الآخرين ان التطبيع الذي هللّ له الكيان الصهيوني واعتبره البعض طياً للقضية الفلسطينية الى الأبد، تأكد لهم ان هذا التطبيع ليس إلا مسرحية هزلية لا تمثل شيئا، لا تنفع الصهيوني كما لا تحمي عروش المطبعين ومصالحهم الوهمية.

سادسا: ولا شك ان كل الافكار المرتبطة بالكيان الصهيوني في كافة البلاد الاسلامية ستصبح في خبر كان، ومنها الافكار المتطرفة التي خاضت معارك الصهيوني بالنيابة عنه في سوريا والعراق واليمن وغيرها، ولا بد ان تنكشف الحقائق كلها قريبا جدا بإذن الله..

سابعا: نهاية الكيان ستكون وفق النص القرآني {… كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا (7)} (سورة الإسراء)، فليدرس الجميع كيف دخلوه اول مرة ليأخذوا العبر.. لقد كان النصر بعد جهاد طويل، بعد اليرموك، وكان النصر بوحدة الامة وبالالتزام بالإسلام كله، وكان شعاره كلام سيدنا عمر رضي الله عنه: “نحن قوم أعزنا الله بالإسلام فمهما ابتغينا العزة بغيره اذلنا الله”.

كما تأكد للجميع أهمية المسجد الاقصى لدى المسلمين، فلقد كان استفزاز الصهاينة ومضايقتهم للمصلين في صلاة التراويح، فكانت الشرارة من الاقصى، وذلك كما اختصر الله تعالى فلسطين بآية الاسراء {… الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ … (1)} (سورة الإسراء 1).

ثامنا: علينا الآن ان نحمي هذا الانتصار وان نحافظ عليه بوحدة الامة والبعد عن الكبرياء والعجب وتجاوز ما يمكن ان يفرق بين اهل المقاومة.

رابط فيديو: خطبة الجمعة: 21-5-2021: https://youtu.be/W75kaRQHQMA