موقف سياسي اسبوعي: خطبة الجمعة: بتاريخ 2 شوال 1442هـ الموافق له 14 ايار 2021م التاريخ يكتب من جديد

بسم الله الرحمن الرحيم

موقف سياسي اسبوعي: خطبة الجمعة:

بتاريخ 2 شوال 1442هـ الموافق له 14 ايار 2021م

التاريخ يكتب من جديد

ان اهلنا في القدس وغزة وسائر فلسطين يكتبون في هذه الايام التاريخ الذي زوّر والجغرافيا التي سرقت والعقيدة التي شوهت والمستقبل الذي أحبطت آماله … الخ، ان الذي يحصل ليس امرا بسيطا، وليست مرحلة تمر، انما هو مسمار حقيقي في نعش الصهيونية ومن حالفهم ووافقهم من المطبعين والخائنين والضعفاء والمترددين، ان باب التوبة مفتوح وهذا الركب يسير، لن يضر المجاهدين من خالفهم ومن يحاول تثبيطهم، انها بداية نهاية اسرائيل، ان الذي يُتم تصحيحه هو الاخطاء الشائعة:

اولا: ان الله وعد الله بني اسرائيل بالأرض المقدسة فعلاً او بجزء منها، وحقق الله لهم الوعد رغم تخلفهم وفجورهم وتمردهم على موسى عليه السلام، وتاهوا في سيناء اربعين سنة قبل ذلك، ثم حقق الله لهم الوعد، بضربة مقلاع داوود عليه السلام فكانت دولتا داوود وسليمان لمدة ثمانين عاما تقريبا، فجمع الله لهما النبوة والملك ثم فسد بنو اسرائيل وظلموا واعتدوا على جيرانهم، فحول الله لهم التفضيل والوعد باللعنة والتشريد الى يوم القيامة، والآيات واضحة في ذلك.. وهم مشردون منذ نبوخذ نصر، حوالي ستماية عام قبل المسيح عليه السلام الى لحظة انشاء الكيان الغاصب.

ثانيا: ان اجتماعهم في ارض فلسطين منذ 73 عاما هو مقدمة لنهايتهم وليس اكراما لهم او تفضيلا لهم على الآخرين .

ثالثا: ان بني اسرائيل يعلمون اكثر مما نعلم ان يوم “ذبحهم” حسب تعبيرهم آت لا محالة، وقد حددوا ثمانين عاما (حسب التوقيت القمري) كحد اقصى لهذا الكيان المصطنع، هم يحاولون اخفاء هذه العقيدة ولكن تفضحهم كتابات كثيرة وأقوال منسوبة الى  كبارهم وصغارهم وخاصة ما نقل عن بني غوريون مؤسس الكيان ان الله وعد اهلها الاصليين بها ايضا كما وعدنا.

وان آخر ما يدل على ذلك افتتاحية (هآرتس) التي تؤكد ان حلم الصهيونية بوطن آمن قد انتهى، وكلام الصحافي (جدعون ليفي) في نفس الصدد وكلام كثير يشبهه.

رابعا:  ان ابطال فلسطين اليوم يمثلون بقية الاسلام في الارض وبقية الشرف والمروءة والإيمان، فمن التحق بهذا الركب نجا بدينه وشرفه ومن تخلف فلن يكون بمنئى من الذل والهوان ومن عذاب الله ايضا، والله اعلم.

خامسا: لقد ثبت ان قوة الكيان الصهيوني مصطنعة كما قال تعالى { ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا إِلَّا بِحَبْلٍ مِنَ اللهِ وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللهِ وَيَقْتُلُونَ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ (112)} (سورة آل عمران)، حبل الناس الذي هو الدعم الاميركي والغربي يوهم البعض انه كيان قوي فيما هو اوهن من بيت العنكبوت ويدل على ضعفه انه يستهدف البيوت والأبراج السكنية والأطفال، فلو كان قادرا لاستطاع ايقاف  الصواريخ وهدم الانفاق ولن يستطيع بإذن الله.

سادسا: لقد بذل الصهيوني ومن خلفه الاميركي كل جهده، فكانت اتفاقات الذل من كامب ديفيد الى وادي عربة الى اوسلو، ثم التطبيع المجرم، ولكن كل ذلك يشبه الحصون التي لن تنفعهم: {… وَظَنُّوا أَنَّهُمْ مَانِعَتُهُمْ حُصُونُهُمْ مِنَ اللهِ فَأَتَاهُمُ اللهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ(2)} (سورة الحشر).

سابعا: ان شعبنا اليوم يجمع القوتين المذكورتين في القرآن الكريم، فنحن شعب الجبارين، نحن جالوت الذي تاب واصبح مسلماً موحداً، ونحن في نفس الوقت داوود، فنحن الذين نمثل داوود وليس الصهاينة الذين شوهوا صورته وكذبوا عن الانبياء جميعا، نحن طالوت وجالوت، اليوم في وقت واحد، وهذا يعجل بالنصر ان شاء الله.

ثامنا: لا عودة الى الوراء باذن الله، واننا نفضّل ان يبقى هذا الانتصار فلسطينيا، ولكن المعركة القادمة، والله اعلم، والتي ستكون الفاصلة سيشترك بها كل المؤمنين.. ولن تكون معركة تقليدية، فيها من الخوارق والمعجزات اكثر مما فيها من اعداد واستعداد وقوة بشرية … الخ.

رابط فيديو: خطبة الجمعة: 14-5-2021: https://youtu.be/9-pzO95zoJ0