الميزان الرباني

بسم الله الرحمن الرحيم
موقف سياسي أسبوعي: خطبة الجمعة:

بتاريخ 13 شعبان 1442هـ الموافق له 26 اذار 2021م

الميزان الرباني

جعل الله تعالى لرضاه ورحمته ميزانا هو غير ميزان البشر، ميزان رضا رب العالمين هو الايمان به واليقين بما عنده، ميزان البشر هو المال او السلطة او “النجاح” كما قال المشركون {وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ (31)) (سورة الزخرف)، فقالوا ان الوحي ينبغي ان يأتي على زعيم من زعماء قريش او الطائف كالوليد بن المغيرة او عروة بن مسعود الثقفي او من يماثلهما بالزعامة، اكد تعالى ان الميزان ليس الزعامة والمال وان الله هو الذي يحدد ميزان رحمته … الخ.

على الانسان ان يصحح الميزان الذي يوزن به علاقاته في المجتمع، وهذا الميزان ميزان رب العالمين لا يتغير من وقت لآخر، اما ميزان البشر فقد يتغير من وقت الى آخر ومن مكان الى آخر.

لقد تغير الميزان في حياتنا السياسية اللبنانية: فمثلا: لقد كان ميزان نجاح العماد عون عامي 1989 – 1990 هو عناده فيما يراه حقا، واستطاع بعناده ان يحصد شعبية لم يحصل مثلها في تاريخ الحياة السياسية اللبنانية، طبعا في جانب من الوطن وليس في كل الوطن، ولكنها كانت شعبية كبيرة فاجأت الرأي العام، فلم يكن احد يتوقع ان الجمهور المسيحي كان يكره الميليشيات الى ذلك الحد.

لعل الرئيس عون اليوم يعتبر ان عناده الذي اوصله الى عتبة الزعامة يمكن اليوم ان يأتي له بنتائج مميزة كذلك، لكن اليوم ليس كالأمس، وان عناد الرئيس عون اليوم فيما سمي الثلث المعطل لن يأتي له بالشعبية التي اتى بها عام 1990، اليوم الناس لا يرون في اهدافه إلا اهدافاً شخصية ليس لها علاقة بالمصلحة العامة ولا باسترجاع حقوق المسيحيين المزعومة، ليس لها علاقة إلا بميزان شخصي اقرب الى الانانية منها الى اي هدف آخر.

ومن المؤسف ان نصل الى مرحلة نصدق بها هذين المثلين اللذين سمعناهما من معلقين في وسائل الاعلام:

الأول: ان العام تسعين كان الحل بطائرات السوخوي، اما اليوم فليس لنا إلا ان نطالب من اوصله الى سدة الرئاسة ان يحزم الامر وينهي هذا الاشكال التاريخي، هذا دون ان ندلي برأينا التفصيلي في هذا الصدد.

والثاني: ان شاه ايران وملك مصر، كان كلٌ منهما حريصا على ان يُنجب ولي العهد، بعد تعسر، فرزق كل منهما بولي العهد يرث العرش، ولكن العرش كله ذهب…

من يبحث اليوم عن عهد او رئاسة مستقبلية ويعطل البلد من اجل ذلك، قد يذهب الوطن كله والجمهورية كلها قبل ان نبحث عن عهد وعن رئيس… هذا دون ان نغفل ان المؤامرة الدولية تريد افشال هذا العهد لأنه عهد المقاومة كما يظنون، ولكننا احيانا نساعد المؤامرة من حيث ندري او لا ندري.

ولا حول ولا قوة الا بالله…

_______________________

هذا في لبنان اما في المنطقة فالمؤامرة الدولية مستمرة، عدوان مجرم مستمر على اليمن والعالم كله تقريبا في جانب وشعب اعزل محاصر في جانب آخر، ولكنه صامد رغم الصعاب ست سنوات كاملة والإجرام مستمر والعالم يتآمر، وهم يتشدقون بحقوق الانسان والعدالة وحق تقرير المصير… عالم كاذب مخادع.

______________________

وأما في فلسطين فالصمود مستمر والبطولة مستمرة، والمقاومة تودع بطلا من ابطالها (عمر البرغوتي) من عائلة قدمت شهداء واسرى وأبطالا ولم تتأخر ولم تتردد ولم تتوان، والمسيرة مستمرة … والحمدلله رب العالمين

 

رابط فيديو: خطبة الجمعة: 26-3-2021: https://youtu.be/fB8_QnF3VNA